أظهر رئيس لجنة الشؤون الفنية بالاتحاد السوداني لكرة القدم الخبير أحمد بابكر، تفاؤلاً كبيراً بنجاح منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في تقديم نفسه بالصورة الجيدة في التصفيات الافريقية المؤهلة لكأس العالم والأمم الافريقية، ووصف مباراته أمام زامبيا باستاد الخرطوم في الثاني من يونيو بالعادية، ولفت الى أن الرصاصات النحاسية لن تخترق صدور الصقور مرة أخرى، بل طالب بالفوز في جميع المباريات التي تلعب في أرضنا من أجل التصنيف، فإلى مضابط الحوار. ٭ طموحات كبيرة في انتظار منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في التصفيات الافريقية.. ما قولكم؟ هذا صحيح والكل يمني النفس بنتائج جيدة لمنتخبنا، ومشاركته الأخيرة في نهائيات غينيا الاستوائية والجابون وتصنيفه ضمن أفضل ثمانية منتخبات إفريقية يعكس بجلاء مدى قوة صقور الجديان، مما يعني أن التنافس سيكون على أشده في تصفيات هذا العام. وكرة القدم ليست من العلوم البحثية، مما يجعلني أعتقد أن أي منتخب يملك حظوظاً لتحقيق انجاز ما عند إطلاق ضربة البداية. ٭ تعني أن منتخبنا كان غير محظوظ وهو يواجه الرصاصات النحاسية في أولى مباريات التصفيات؟ أبداً منتخبنا تجاوز مرحلة الخوف، وهو من المنتخبات الكبيرة.. ومنتخبنا يملك المؤهلات الكافية التي من شأنها أن تجعله ينافس بقوة في التصفيات الافريقية، بل انه قادر على التطلع الى انجاز ما، والزامبي ليس منتخباً خارقاً، وتعرفنا عليه في النهائيات الإفريقية، وخروجنا على يده كان بأخطاء يمكن تداركها، والجهاز الفني بكل تأكيد قد فطن لذلك، والرصاصات النحاسية لن تخترق الصقور مرة أخرى. ٭ ألمح من حديثك أن المهمة سهلة لمنتخبنا أمام زامبيا؟ أنا إنسان تنافسي بطبيعتي، وأقدم كل ما لدي لرفع التحديات التي أجدها أمامي، ولذلك هذا منطقي، ومنتخبنا أصبح له اسمه في القارة كما أسلفت ولا يقل عن زامبيا في شيء أو لوسوتو في المرحلة الثانية. وعلى فكرة لوسوتو منتخبها يسمى »كوساف« ومتقدم جداً ولم يسبق لمنتخبنا مواجهته، ويتميز بعناصر جيدة، ولكن بطبيعة الحال نحن مطالبون في هذه التصفيات بكسب جميع مبارياتنا في أرضنا، وهذا ما يفيد المنتخب في المراحل المتقدمة كما حدث في العام الماضي لتحديد تأهله لنهائيات غينيا والجابون. ٭ في تقديرك هل الإعداد يعتبر مثالياً لمنتخب يخوض غمار تنافس من العيار الثقيل؟ أثبت المدرب محمد عبد الله مازدا نظرته الثاقبة للأمور التي تخص ما هو فني، وإذا رجعنا إلى الوراء قليلاً نتذكر منتخبات مكثت وقتاً طويلاً في المعسكرات والمباريات الودية، وعندما حان وقت قطف الثمار في غينيا والجابون خرجت خالية الوفاض، وكسب مازدا بأبنائه احترام العالم كله من معسكر قصير بدأ بقطر والإمارات، ولذلك أعتقد أنه لا خوف على إعداد منتخبنا الوطني. ٭ في مطلع الحوار ذكرت كلمة الحظ فقد لا يحالف الحظ منتخبنا هذا العام؟ صحيح لا بد أن يجاور الحظ علم جاد، وكما تعرف فإن جاهزية المنتخبات تأتي تصاعدياً عكس الأندية، والآن المنتخب الوطني في مراحله الأولى، ومستقبلاً في سلم التصفيات سوف يصل الى الرقم الجيد في الامتار القصيرة، ومؤكد أن المشاركة في التصفيات ليست من أجل الظهور، بل من أجل كسب النقاط والوصول الى الألقاب. ٭ بمنسابة الأندية هل تعتقد أن خروج الهلال والمريخ من الأبطال ينعكس سلباً على إعداد منتخبنا؟ أتفق معك في أن استمرارية الأندية في المسابقات الافريقية تعطي المنتخب الجاهزية، ولكن خروجها من دوري الأبطال لا يؤثر سلباً على المنتخب لأنها تواصل مشوارها في المسابقة الأخرى »الكونفدرالية«، وبطولات »الكاف« للأندية عبارة عن مسميات، ولكن الكفة متوازنة بين المسابقتين. ٭ لكن إذا أخدنا في الاعتبار أن المنتخب يستمد قوته من الأندية نجدها هذا العام تعاني إذا ما قارناها بالعام السابق؟ لجنة المنتخبات الوطنية مدركة لهذا الوضع بفضل القراءة الجيدة لمنوال الدوري، ولتفادي مثل هذه التشوهات انتدبت المنتخب الرديف للمشاركة في بطولة كأس العرب بالسعودية بقيادة مساعد المدير الفني الكابتن مبارك سليمان، وذلك لخلق بدائل جيدة تعين المنتخب الأول في غمار التصفيات المؤهلة الى كأس العالم والأمم الافريقية، وهذا يخلق تنافساً بين اللاعبين أنفسهم. ٭ إعداد بدائل للمنتخب الأول فكرة مهضمومة ولكن ألا تتفق معي أنها قد تصطدم بضعف الخبرة؟ أبداً والتجارب أثبتت عكس حديثك، وفي العام السابق الكل أشفق على الكابتن مازدا عندما شارك في النهائيات الإفريقية بغينيا والجابون بلاعبين صغار في السن أمثال نزار حامد ومعاوية فداسي ومحمد شيخ الدين، وهؤلاء اللاعبون استطاعوا الوقوف أمام أعتى محترفي القارة الافريقية أمثال دروقبا وسلمون كالوا وآخرين وقدموا أنفسهم بشكل جيد. ٭ مازالت المشكلة التي تؤرق الكابتن مازدا موجودة وهي ضعف الجانب الهجومي للمنتخب؟ هذا صحيح والسبب يعزى في الأساس للأندية لأنها أصبحت تعتمد على الأجانب في الخانات الحساسة. وبطبيعة الحال المتأثر الوحيد هو المنتخب. وفي النهائيات العام الماضي تغلب مازدا على هذه المشكلة بذكاء يحسد عليه بإشراكه لاعبين من الوسط أصحاب نزعات هجومية، ونجح بالفعل، ولكن بكل تأكيد قد يكون الجهاز الفني قد رتب أوراقه جيداً لتفادي السلبيات. ٭ هل لديك أية ملاحظات أخرى؟ والله أنا متفائل جداً بوضع منتخبنا الوطني، وهذا ألمسه من الإخوة في الاتحاد السوداني لكرة القدم من الرئيس واللجنة المشرفة التي يديرها أصحاب خبرات وتعرفوا على عملهم بالشكل الجيد، كما أطالب بالمزيد من الدعم للمنتخبات السنية لأنها العمود الفقري للكرة السودانية، ونحن نتمنى أن نرى الكرة السودانية كما كانت في سابق عهدها، كما أطالب أبنائي اللاعبين ببذل المزيد من الجهد من أجل هذا الوطن وبالله التوفيق.