وتحركنا عصا بها جزرة واحيانًا ظل بعيد ونتحرك في المساحات المتاحة حولنا دون ان نفكر في الابتعاد او القفز وحتى الطيران لنخلق فضاء جديدًا بها وجوه مازالت نضرة لا تشكو من الشحوب الداخلي! نرضى بالفتات المتساقط من جوالات الرضا ونحن نعرف اين هي مخازن الغلال ولكن لا نتحرك نوهم انفسنا بالشبع ونتجاهل موسيقى المعدة التي اتلفتها خيبات الامل وقلصها الحرمان حتى اعتادت.. ان تحني رأسك وتثني اقدامك لتمشي في سرداب وجدته امامك بدلاً من ان تقفز لتعتلي الجسر جواره دائمًا خيارنا حين نتابع حركة اقدامنا دون ان ننظر الى طرف انفنا يومًا! نكره شخصًا لأن من حولنا اشاعوا انه بغيض رغم اياديه البيضاء التي مسحت اللون الداكن من وجنتينا وننسى انها فعلت ويطلها لسان مشارك في مهرجانات النميمة اليومية التي تقام كل يوم على شرف وجه جديد نكرهه مع الأغلبية! نشعر بالعطش ونحن نجتاز طريقًا طويلاً في حين نسائم الشارع المخضر تلاحقنا لتخبرنا ان الغابة اكثر امانًا من الصحراء ولكننا اعتدنا وعندما نخضع للمعطيات من حولنا تصبح كل المعادلات الحسابية نتيجتها صفرًا! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ---------------- نجوم الإذاعة.. قصة حب خفية مع المستمعين كتب: علي هاشم نجم الدين يرى كثير من المثقفين والخبراء في العمل الإذاعي ان الاذاعة غير المرئية بكل مسمياتها والوانها باتت تجد كثيرًا من الاهتمام منذ نشأتها الى يومنا هذا استنادًا الى ما ترفد به المستمع من اعمال يعدها البعض من افضل الاعمال التي تقدم على الاطلاق، فالحديث في هذه الزاوية عن الاذاعة السودانية التي مافتئت تقدم اجمل وارق الأصوات عبر طيات الزمان المتوالية، خصوصًا عندما يكون الحديث عن المذيع غير المرئي، فهنا يكمن الفرق الذي يجعله يتميز عن باقي الفئات باعتبار انه يقدم صوته فقط من اجل ان يسعد ملايين المستمعين في حين انهم ليسوا على علم بالبعد الشكلي والجسدي لهذا المذيع، بالاضافة الى ان المذيع غير المرئي يتميز بصوته القوي الجهور ويمتاز أيضًا بذخيرة لغوية قلما توجد في اقرانه، بيد ان تركيزه يكون فقط حول انتقاء اجمل العبارات، ففي الايام السالفة رحل عن دنيانا الإعلامي الكبير عبد الرحمن احمد محمد صالح، تاركًا وراءه حزمة من الابداع والادب الرفيع، وهو أي عبد الرحمن كان من عمالقة الاذاعة غير المرئية وقدم كثيرًا من الأعمال التي ستظل خالدة، تتجرعها الاجيال وتستقي من رحيقها، وبعد تشييع جثمان الراحل الى مثواه الأخير تحدث الإعلامي والمذيع علم الدين حامد وكان حديثه بصورة عامة عن الاذاعة غير المرئية حيث اشار قائلاً: «اصعب واجمل احساس ان تظل خلف الكواليس وانت تعطي كل ماعندك من اجل اسعاد هذا الكم الهائل من المستمعين وهم لا يعرفون سوى اسمك وواصل حديثه قائلاً: «المذيع غير المرئي في المناسبات غير معروف ولكن عندما يعلم الشخص انك المذيع «فلان» يفرح ويسعد ويقدم لك كل الاحترام.. «تقاسيم» استطلعت المذيع سعد الدين حسن حول عدم معرفة المستمعين لمذيعهم غير المرئي وكيفية استنباط شكل المذيع المرئي من قبل المستمع فتحدث حول هذه النقطة بقوله: «دخول الوسائط المرئية هي التي أثرت بصورة كبيرة على مذيع الاذاعة وجعلته بعيدًا عن معرفة الناس له، وانا في تقديري ان الاذاعة السودانية قدمت كبار المذيعين الذين عرفوا من خلال اصواتهم ونبراتهم الجميلة، وأضاف: «البعد الجسدي وشكل المذيع هذه أشياء متروكة لخيال المستمع وقد يصدق هذا الخيال». روائح الحلومر وصوت المدق..رمضان يطرق الأبواب كتبت: منى النور يحتفي أهل السودان بشهر رمضان قبل مجيئه بفترة طويلة وعلى الرغم من أننا لا نزال في شهر رجب وتبقى له شهر وأكثر إلا أن بشرياته هلت منذ عدة أشهر فالداخل إلى الأحياء هذه الايام تستقبله رائحة الابري التي تنبعث من المنازل برائحتها الزكية الممزوجة مابين البهارات والدقيق وتغازلك رائحة البصل المحمر بجانب ارتفاع صوت السحانات لسحن البهارات بعد ان استغنت حواء عن «الفندك» وقد عرفت حواء السودانية بإعدادها المبكر لمتطلبات الشهر العظيم بل ان الكثيرين يهمسون جهرًا بأن حواء تجلب رمضان مبكرًا ويعد الآبري من اكثر الاشياء المميزة في هذا الشهر من حيث الاعداد وحتى لحظة «العواسة» حيث لمّة النساء واحتساء القهوة وتبادل الخبرات في كيفية اعدادها ولكن تلاحظ في السنوات الأخيرة اتجاه حواء إلى شراء الآبري جاهزة من قبل بعض النسوة بل هناك مصانع تخصصت فيها وتعزو عدد من بنات حواء هذا العزوف إلى غلاء متطلبات الآبري بجانب الإرهاق فقد تستمر فترة اعدادها يومين او ثلاثة.. وبرغم كل ذلك نجد ان المغترب السوداني مثلاً اكثر من يحرص على اقتناء «كرتونة» تضم ما لذ وطاب بل وتكتظ المطارات بمتطلباتهم ويصرون على الآبري حتى لو سافر إلى امريكا فهي لا تغيب بل تشكل حضورًا أنيقًا تميز المائدة السودانية عن رفيقاتها من الدول العربية.. اخيرًا يظل شهر رمضان من الأشهر المميزة والتي نصر فيها على الاحتفاظ بعادات وتقاليد تميزنا عن غيرنا.