جنرالات السودان..لماذا دائمآ نهاياتهم مرة ودامية?! بكري الصايغ [email protected] 1- ***- ان الذي يطالع كتاب (تاريخ السودان الحديث) ويقلب صفحاته بتأني واهتمام، حتمآ سيتوقف عند احداث دامية واليمة وقعت بالبلاد في الفترة من عام 1958 وحتي اليوم..ويجد (وياللغرابة) انها احداثآ قد مست بصورة مباشرة اغلب جنرالات القوات المسلحة دون غيرهم من باقي قطاعات المجتمع!!. ***- ورأيت، ان افتح اليوم ملفات الجنرالات القدامي والجدد الذين كانوا في السابق هم الكل في الكل و( يادنيا مافيك الا انا)، شخصيات عسكرية سطعت طويلآ ولمعت ( نجومها) البراقة سنينآ قبل ان يخبوء ضوءها ويتلاشي شعاعها، جنرالات كانت عندهم الهيبة والصيت، واحتلت صورهم واخبارهم صدارة الصفحات المحلية والعالمية...قبل ان ينزوا ويختفوا ..ويعلوهم غبار النسيان. 2- ---- اولآ: المجلس العسكري لثورة 17 نوفمبر: ************************************ أعلن فيه عن تشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة من ثلاثة عشر ضابطاً عظيماً برئاسة الفريق عبود وعضوية كل من: 1- اللواء أحمد عبد الوهاب. 2- اللواء محمد طلعت فريد. 3- الاميرالاي أحمد عبد الله حامد. 4- الاميرالاي أحمد رضا فريد. 5- الاميرالاي حسن بشير نصر. 6- الاميرالاي أحمد مجذوب البحاري. 7- الاميرالاي محمد نصر عثمان. 8- الاميرالاي الخواض محمد. 9- الاميرالاي محمد أحمد التجاني. 10-الاميرالاي محمد أحمد عروة. 11-القائمقام عوض عبد الرحمن صغير. 12- القائمقام حسين علي كرار. ***- هذا المجلس العسكري حكم البلاد من يوم 17 نوفمبر 1958 وحتي 30أكتوبر 1964 -اي ان مدة الحكم كانت 5 سنوات و10 شهور و29 يومآ-، حكموا فيها البلاد بالحديد والنار واججوا سعير الحروب بالجنوب، ولم يسلم نظامهم من محاولات انقلابية عليهم من قبل جنرالات زملاء لهم بل واقرب من حبل الوريد طمعآ في السلطة والجاة، وفشلت محاولات الانقلاب ولقي بعض الجنرالات جراء تهورهم عقوبات راداعة وقاسية. المحاولة الأولى للانقلاب: ---------------- ***- كانت المحاولة الأولى للانقلاب على نظام 17 نوفمبر وفي حديثه عنها في كتابه «للتاريخ ومن أجل التاريخ»، أورد اللواء محيي الدين أحمد عبد الله أنه ورفيقه عبد الرحيم شنان كانا يتهمان الحكومة العسكرية القائمة بالسير وفق مخطط خارجي، وانها مستمرة في تنفيذ السياسة التي كان قد وضعها رئيس الحكومة السابقة.. وعلى ذلك قررا التدخل لاصلاح الأوضاع وتحقيق الآتي: - احتلال الخرطوم واقصاء الحكومة القائمة. - تكوين مجلس شورى منهما وممن يثقون في ولائهم وتكوين مجلس رئاسة. - تكوين لجنة قومية لتصبح هيئة شورى تضع دستوراً دائماً للبلاد. ***- المحاولة الثانية: ----------------- جرت في يومي 21 و22 من شهر مايو 58 وقد خطط لها أيضاً كل من اللواء محيي الدين أحمد عبد الله والاميرالاي عبد الرحيم محمد خير شنان وأشركا معهما اللواء أحمد عبد الله حامد.. واستندت المحاولة لنفس سيناريو حركة مارس بتحريك قوات الشرقية والشمالية، وبالفعل فقد وصلت قوات الشرقية لمشارف حلة كوكو إلا ان قوات الشمالية لم تصل واحبطت المحاولة واعيدت قوات الشرقية لقيادتها في القضارف.. لم تكن هناك أسباب واضحة تبرز التحرك الثاني سوى الخلافات داخل المجلس الأعلى والذي عزل كلاً من اللواء محيي الدين والاميرالاي شنان نفسياً داخل لمجلس.. ولعل طموح الرجلين كان أكبر من عضوية المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. ***- شكلت مجالس عسكرية عليا لمحاكمة المتهمين في المحاولة وقد كانت برئاسة اللواء محمد طلعت فريد للمجلس الأول والاميرالاي محمد ادريس عبد الله لبقية المجالس، وقد أصدرت تلك المجاس احكامها والتي ايدها رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجاءت على النحو الآتي: ---------- 1- لواء محيي الدين أحمد عبد الله- الاعدام رمياً بالرصاص. 2- اميرالاي عبد الرحيم محمدخير شنان- الاعدام رمياً بالرصاص. تم استبدال حكم الاعدام بالطرد من القوة والسجن المؤبد. 3- اللواء أحمد عبد الله حامد- الطرد من القوة والحرمان من الميداليات والنياشين. ***- بقية الضباط والذين شاركوا في المحاولة بتحريك القوات فعلياً أو السعي لتحريكها، فقد تراوحت الأحكام التي صدرت عليهم بين الاعدام والذي عدل للسجن المؤبد والسجن لمدة سنتين مع الطرد من القوة.. ومن أبرز الضباط الذين اشتركوا في المحاولة وحوكموا: ---------- 1- الصاغ أحمد محمد أبو الدهب. 2- البكباشي محمد علي السيد. 3- بكباشي عبد الحفيظ محمد خير شنان. بكباشي حسن ادريس. 3- يوزباشي محمود عثمان كيلة. 5- يوزباشي اسامة عثمان المرضي. أيضاً هناك عدد من الضباط تمت محاكمتهم ايجازياً وتقرر أبعادهم من الخدمة ومنهم: 1- قائمقام علي صالح سوار الدهب. 2- صاغ عبد البديع علي كرار. 3- يوزباشي عبد الحليم محمد خير شنان 4- يوزباشي طيار الصادق محمد حسن. 5- يوزباشي عبد الله الطاهر بكر. *** المحاولة الثالثة: -------------------- ***- لم تمض أشهر قليلة على محاولة مايو 58 حتى أحس المواطنون بتحرك آخر داخل القوات المسلحة، إذ وفي فجر العاشر من نوفمبر 58 تم قفل الكباري بين المدن الثلاث وتعطلت الاتصالات التلفونية لفترة وجيزة ومن ثم أذيع بيان حكومي من راديو أم درمان جاء فيه: «في الساعات الأولى من صباح اليوم قام البكباشي علي حامد واليوزباشي عبد الحميد عبد الماجد والملازم ثان محمد محجوب عثمان وبعض الضباط الذين استغني عن خدماتهم نتيجة لحوادث مايو الماضي.. تساندهم بعض العناصر الهدامة بمحاولة تمد في صفوف الجيش بمدرسة المشاه بأم درمان. ولكن بعض الضباط والصف وعمال حاميات المدن الثلاث بما تحلوا به من اخلاص وولاء لجيشهم ووطنهم العزيز، استطاعوا القبض على متزعمي الحركة». ***- صدر أمر بتشكيل مجلس عسكري ايجازي عالي محاكمة المتهمين والذي اصدر احكامه فكانت كالاتي: -------------------------- بكباشي علي حامد محمد عثمان- الاعدام شنقاً. يعقوب اسماعيل كبيدة- الاعدام شنقاً. عبد البديع علي كرار- الاعدام شنقاً. الصادق محمد الحسن- الاعدام شنقاً. يوزباشي عبد الحميد عبد الماجد- الاعدام شنقاً. عبد الرحمن اسماعيل كبيدة- يستبدل حكم الاعدام بالسجن المؤبد. ملازم ثان محمد محجوب عثمان- الطرد والسجن مدى الحياة. محمد جبارة- السجن 14 عاماً. عبد الله الطاهر بكر- السجن 14 عاماً. الرشيد الطاهد بكر- يعلن الحكم فيما بعد. سيد بخيت السيد- البراءة. جاء في البيان أن أحكام الاعدام قد نفذت وسلمت الجثث لذويها. ***- ***- وجاءت ثورة اكتوبر الشعبية عام 1964 لتطيح بنظام عبود العسكري ، ودارت مفاوضات طويلة قبل ان يغادر اعضاء المجلس العسكري اصر فيها الجنرالات علي ان يتنحوا بشروط اولها الا تتم محاكمتهم باي صورة من الصور لاحاليآ ولا في المستقبل، وان تكون معاشاتهم مصانة ومحفوظة من اي تعديلات والا تمس حقوقهم بعد التنحي. وبعد ان وافقت (جبهة الهئيات) التي كانت تفاوض اعضاء المجلس خرجوا الجنرالات من القصر ومن القوات المسلحة والتي كان اسمها (الجيش السوداني) خروجآ كنا ونتوقع انه لارجعة للعساكر بعدها ليحكموا مجدد!!...ولكن جاءت الرياح العسكرية عام 1969 بما لاتشتهي السفن الديمقراطية!! ملحوظة: --------- بعض المصادر من جريدة (الوطن). ونواصل مع سير جنرالات السودان..لماذا دائمآ نهاياتهم مرة ودامية?!