تتمنى كل فتاة أن تلتقي بفارس أحلامها الذى يأخذها على حصان أبيض حيث مدينة الأحلام والسعادة، مدن الأحلام والسعادة هذه اختلفت على مر الأزمان، من «الخرتوم» مرورًا «بالعواصم الخليجية» الى «المدن والعواصم الأوربية والأمريكية»، بعد أن يتقدم بها العمر تتنازل شوية وتحلم بأن يأتى الفارس ويأخذها فى عربة تاكسى أو إن شاء الله يوقف ركشة، بعد مرور سنوات وسنوات، ممكن يجى العريس بى عربة كارو أو كدارى حتى، لأنه من المهم أن تتزوج والا فسوف ينظر لها بعطف وكأنما هى السبب فى عدم تقدم الرجال لطلب يدها.. وأعرف نساء يتمنين أن تنفك بورة وساجور بناتهن بعريس ولو تطلقت منه بعد حين فلقب «عزبة» أخف من وطأة لقب عانس. قول تزوجت الفتاة من فارس بحصان أبيض أو عربة أو أو ثم ماذا بعد؟؟، الزواج فى السودان بكل هلولته يعنى الآتى: دبلة تحرص المتزوجة على أن تكون فى يدها الشمال، ويمكن أن تصرف كل دهبها فيما بعد، الا الدبلة !!! . تحرص على وضع زينة المتزوجات المعروفة والتى تميزت بها السودانية عن غيرها من نساء العالمين!!!. تحرص على أن يأتى لها زوجها بثياب للمناسبات التى تحدث بعد زواجها الميمون، ثياب للأعياد، ثوب ما بعد الولادة ....الخ ويمتد الموضوع على طول فهى متزوجة وللا أيه؟!!! . تنخرط «لاحظ للكلمة دى» فى مناسبات تخص المتزوجات، عقود قران، بكيات، مرضى بالمستشفيات، مع الحرص الشديد على منسبات النسابة، فهى فرد جديد فى الأسرة ومتزوجة من أبنهم!!!. مشاركة النساء فى المناسبات فى أمور تفعلها عادة المتزوجات، تنظيم حنة عريس من العائلة ولا بأس من مرافقة الحريم الموديات الفطور!!!. المشاركة فى شد الحلل عند الملمات والمحن، كما يمكن أن تستفتى فى كثير من الأمور بصفتها متزوجة أهمها إقناع بنت عمها الزعلانة من خطيبها أو المقنجرة حتى!!!. السرية التامة بأمور حياتها مع زوجها ونسابتها، الى أن يأتى يوم طال الزمان أو قصر وتفتو كلو!!!. القيام بمسؤولية زوجها كاملة وعلى أتم وجه وتشمل مأكله وملبسه ومظهره العام وضيوفه.... إلخ. على المتزوجة حديثًا ورمضان على الأبواب مسؤولية تظبيط الفطور وأن تصنع من الفسيخ شربات، سيما وأن زوجها يفطر مع الجيران برا الشارع، وأذا تزوجها وكان مغترباً، فإنه يحرص على أن يبعث اليها «لتصومه رمضان» فهو الآن متزوج، وإن لم يفعل فستغضب هى وأمها وحتى والدته، فتصويمه رمضان أمر هام ومن أدق مهام العروس الجديدة!!!. حتى إذا شارف رمضان على النهاية، عليها الحرص على تجهيز خبيزها ونظافة بيتها و... إلخ لتبدو فى أول يوم فى العيد نعسااانة وحنتها ما شايلة، ولكنها ضريبة الزواج!!!. تمر السنوات، وتحمل وتلد، وترضع وتربى وتكبر، الخ مهام الأمومة والزواج التى تعرفونها مع التقاعس الحاصل من الأزواج دا، ليكبر الأولاد ويسمعون كلام والدهم ويحترمونه أكثر منها حتى أن أصغرهم يقف فى وجه أمه ويقول لها بالفم المليان : يا أمى ياخ ما تشغليها لينا «أى النقة»، فى إشارة ودلالة واضحة على أنه سيحذو حذو والده وبقية الرجال فى المشروع الزواجى السوداني، مش دايرة تلحقى بركب المتزوجات ؟ يا هو كده