إدريس عوض إدريس من مواليد الشمالية من منطقة حفير مشو خريج مرحلة الأولية سابقًا له القدرة على الكتابة في السياسة الخارجية ولديه طاقة عالية في الحفظ وتخزين المعلومات وحفظ صفحات كاملة من الصحف.. بدأت هذه الموهبة معه وترعرعت عندما كان يعمل في إحدى المؤسسات بالرياض في المملكة العربية السعودية «الإنتباهة» التقته من خلال زاوية حصاد الغربة ليحكي لنا تجربته هناك: بداية حدِّثنا عن تجربتك مع الاغتراب وكيف بدأت؟ أعتقد أنها تجربة فريدة من نوعها، ونسبة لظروف المعيشة الصعبة التي اخرجت الناس ودفعتهم إلى المهاجر بهدف تحسين المستوى المعيشي، ولهذا سافرت إلى المملكة العربية السعودية وعندها تحصلت على وظيفة سائق في مؤسسة وطنية وصاحب المؤسسة هو سكرتير وزير الدفاع الراحل سلطان بن عبد العزيز «22» عامًا وخلال هذه السنوات كنت أطالع صحيفة «الشرق الأوسط» ليلاً ومن خلالها تمكنت من حفظ صفحات الشرق الأوسط الأولى والثانية. وكيف تدرجت في العمل؟ عملت في عدة وظائف في مكةوجدة تتمثل في «مساعد طباخ» في بداية عملي، ثم مكنيكي في الورشة، حتى أصبحت مكنيكي في منطقة الربع الخالي لمدة سبع سنوات، وفي منطقة كامبو جتري ثم مطار الظهران الدولي ومن ثم عملت سائقًا في مؤسسة وطنية سعودية لفترة «22» عامًا هل كانت لديك إستراتيجية محددة للتعامل مع سنوات الغربة أم تركت ذلك للظروف؟ سنوات الاغتراب دائمًا ما تحكمها طبيعة الظروف في السودان من غلاء في المعيشة وضغوط الحياة ومتطلباتها المتعددة والمتجددة التي تتمثل بعض منها في مصاريف الجامعات والمدارس والأسرة، وأنا هنا لست نادمًا على هذه السنوات التي قضيتها في الاغتراب لأنه جاء حسب الظروف رغم أن عمري سرقته هذه السنوات والحمد لله. كيف كانت المعاملة في العمل وكيف كانت علاقتك بأصحاب العمل؟ المعاملة في العمل من أحسن المعاملات من خلال العلاقات الاجتماعية مع الإخوة السعوديين تعرفت على كل مناطق السعودية وعلاقتي معهم طيبة وإلى الآن العلاقة والتواصل مستمران معهم وظل مدير شؤون الموظفين على اتصال معي حتى بعد عودتي للسودان. كيف تقيم العلاقات الاجتماعية بين السودانيين والسعوديين؟ علاقات جيدة مع الإخوة السعوديين وخاصة السودانيين أبناء الشمالية الدناقلة والمحس ونحرص على إحضار مناسباتهم التي تتمثل في الأفراح والأحزان فهي إذن علاقة اجتماعية قوية ومتماسكة كما أن علاقة الشعب السعودي مع السودانيين من أفضل وأقوى العلاقات بين الشعوب العربية كيف تقيم تجربتك في الغربة؟ التجربة ضاعت ولن نندم على الفات ويكون الحنين إلى أرض الوطن حيث يكون الشخص مرتاح البال مع الأهل والأولاد بعد العودة إلى السودان ما هي ملاحظتك على الذين من حولك في السعودية؟ اندهش زملائي في العمل لهذه الطريقة السريعة لمسألة الحفظ لهذه الكمية الهائلة من المعلومات، ومن الطرائف في هذه الطريقة كانت إحدى الصحفيات تبحث عن معلومة سياسية وهي اسم رئيس بنما السابق فقلت لها اسمه انطونيو اورتيقا فاندهشت وقالت لي كيف لك بمعرفة كل هذه المعلومات النادرة؟. هل تفكر في تطوير هذه الموهبة وهل لديك أي جديد؟ كتبت عن تاريخ المملكة العربية السعودية والعلاقات الأزلية مع السودان وخاصة أبناء الولايات الشمالية الذين يعملون في المملكة منذ حوالى «65» عامًا حتى يومنا هذا وبحسب علمي هناك توصية من الملك عبد العزيز بأهلنا السودانيين.