نشأ موسى عيسى موسى وسط أهله بولاية النيل الابيض حيث مولده بمحلية السلام قرية النعيم.. تلقى تعليمه الاولي بمدرسة النعيم الاساسية ثم ام جلالة الثانوية.. انتقل الى الخرطوم لإكمال تعليمه فالتحق بجامعة امدرمان الاسلامية ودرس بكلية العلوم الادارية.. وتحت ظل الظروف الاقتصادية الصعبة بالسودان قرر الهجرة فطاب له المقام بالمملكة العربية السعودية.. حاورناه من مكان اقامته عن الدوافع الحقيقية للهجرة وصعوباتها الحنين للوطن وعلاقاته الاجتماعية هل أصابها الجدب ام أنه يجتهد ليجعلها دوحة خضراء رغماً عن الظروف فأدل« لنا بالآتي: لماذا لم تسعَ للعمل بالسودان واخترت الاغتراب؟ بعدالتخرج وبعد بحث مضنٍ عن وظيفة لم اوفق فسلكت طريق التجارة فترة من الزمن ثم التحقت بالتعليم مدرساً بالمرحلة الثانوية.. كل هذه الاجتهادات لم تلبِ طموحي المستقبلي تحت ظل الظروف الاقتصادية المعروفة في السودان.. أخيراً لجأت للغربة التي لم تخطر ببالي أبداً ولم أكن أتوقع أن تصبح لي خياراً في يوم من الأيام. هل سافرت مباشرة بعد اتخاذك القرار؟ الوضع والظروف التي مررت بها بعد البحث عن الوظيفة لمدة تزيد عن الاربع سنوات جعلتني اتأقلم مع الواقع الذي انا فيه رغم صعوبته، وكان ان اخبرني ابن عمي «يعمل بالمملكة السعودية» عن وجود وظيفة محاسب باحدى الشركات هنالك؛ فتقدمت للوظيفة وبحمد الله عملت بها خاصة انها في مجال تخصصي ودراستي.. كيف هي العلاقات الاجتماعية بين السودانيين بالخارج؟ هل يتزاورن أم ان المشغوليات تبعدهم عن بعضهم البعض؟؟ لا اعتقد انه توجد علاقات قوية بين الشعوب كما هي بين السودانيين؛ وهذا ليس انحيازاً فهم يتواصلون بالداخل او الخارج وفي السعودية ونسبة لظروف العمل يكون التواصل غالباً يومي الخميس والجمعة حيث نجتمع ونلتقي ونستأنس ونتذكر الاشياء السودانية الطيبة.. ماذا خصم الاغتراب من رصيدك الاجتماعي بداخل السودان؟؟ رغم تواصلي مع الأهل والاصدقاء ولكن اعتقد انني فقدت الكثير ابتداءً من جلسة الأسرة الصباحية وقهوة الجمعة وقعدة الضرا في رمضان والكثير من اشيائنا الجميلة.. كيف تقيم تجربتك في الاغتراب؟ الاغتراب لم يعد كما كان في السابق ولكنه خيار فُرض علينا، ولقد استفدت الكثير منها كتجربة وفي مجال عملي اكتسبت الخبرة الزاخرة والحمد لله.. كيف استطعت ان تتأقلم على طبيعة اهل المنطقة؟ أتيت الى الغربة وانا احمل بمخيلتي العادات الجميلة والتقاليد السودانية السمحة، ولكن كما يقول المثل السوداني «البلد كان قعدت فيها ياتشيل سلوها ياتفوت تخليها» وهكذا اجبرنا انفسنا على التعايش مع اخوتنا السعوديين والذين لم نجد منهم الا كل خير.. ماهي طبيعة علاقتكم بجهاز المغتربين؟؟ جهاز المغتربين لا اعرف عنه شيئاً سوى ان د.كرار التهامي رئيساً له.. ماذا عن علاقتكم بالجالية السودانية؟ العلاقة بين ابناء الجالية طيبة جداً ويكتنفها الاحترام والتقدير.. كيف تقضي نهار رمضان؟ اصحو مبكراً وبعد اداء صلاة الفجر وتلاوة ماتيسر من كتاب الله استعد للذهاب للعمل وامكث بالعمل حتى الساعة الرابعة من ثم اخلد للراحة قليلاً، بعد ذلك ابدأ ترتيبات الإفطار والتي لها خياران؛ اما ان يكون الإفطارمع احد الأصدقاء السودانيين او ارتب مائدة الافطار ان كنت دعوت أحداً.. والتي بالتأكيد تكون شاملة لكل ما هو سوداني من مشروبات ووجبات شعبية.. متى ستشد الرحال للعودة النهائية لارض الوطن؟ العودة للبلد طبعًا مرتبطة بسبب الخروج منها، فإن زالت الاسباب عدنا والا مكثنا لمده لا نعلم متى تنتهي.. وهذا لا يعني انه لا يعاودني الحنين للعودة والاستقرار..