في إطار سعي «نافذة مهاجر» للالتقاء بمغتربي المملكة العربية السعودية لمعرفة تجربتهم في الاغتراب التقينا الأستاذ محمد ميرغني المقيم بمدينة جدة وهو من مواليد العام «1964م» بمدينة الحصاحيصا حي الدقالة، درس بالقاهرة دراسات فنية ثم التحق بجامعة أم درمان الإسلامية كلية الآداب قسم اللغة العربية.. التقته «النافذة» ليحدثنا عن غربته وحصاده منها فأفادنا بالتالي: ٭٭ متى كانت هجرتك؟ بدأت هجرتي منذ زمن بعيد.. إن قسناها بالأيام «26» سنة ونيف. ٭٭ ما هي دوافع الهجرة؟ أبرز الدوافع كانت ظروف الحياة القاسية (ربع كيلو بجنيه وبكرة بعشرة جنيه) هل هناك دوافع أكثر من هذا وأقوى؟ ٭٭ ما هي المشكلات التي تواجه المغتربين هناك؟ بحكم غربتي فالمشكلات كثيرة وحكومتنا هي السبب قالت «بتدرّس ولتشريد أولادها بتكرس»، فبالأمس كان النزوح والغربة للكبار وللأسف اليوم أصبحت للصغار، فخلال الأشهر القليلة الماضية حضر إلى المملكة العربية السعودية أكثر من اثنين مليون ومعظمهم دون سن « 17» عامًا، وعندما استفسرناهم عن أسباب هجرتهم ردوا أنهم يريدون أن يودعوا الفقر؛ هل الغربة جنة بنظرهم؟ ٭٭ هل يمكنك أن تعدِّد لنا محاسن ومساوئ الغربة؟ الغربة بقدر ما فيها من محاسن بها مساوئ، ولا ننكر أننا حققنا جزءًا من طموحاتنا رغم أن الدرب لم يكن ممهداً وسلبياتها كثيرة لا تحصى ولا تعد؛ فأكبر هموم المهاجر تركه لوطنه وبيته وأهله وأبنائه إن لم يكونوا معه، وإيجابياتها تتمثل في كثير من الأشياء على سبيل المثال سد بعض من احتياجات من حولك من الأسرة والوضع المالي هنا أفضل بكثير مما في السودان وهذه النقطة تمثل عصب الحياة لكل من حزم أمتعته وهاجر وهذا فيض من كثير. ٭٭ كيف تصف التواصل بينكم وبين السفارة السودانية بالمملكة؟ السفارة لا تعرف المغتربين إلا عند تجديد الجوازات أو للجباية بصريح العبارة.. ٭٭ هذا يعني أنه لا يوجد تفاعل للجاليات والقنصلية من خلال إقامة المناشط؟ بكل صدق هذا أسمع به عبر وسائل الإعلام ولا أظن أنه موجود على أرض الواقع وأعتقد أنه بند لصرف مال الغلابة فقط!! ٭٭ ماذا عن جهاز المغتربين؟ برأيي لا يوجد دور ملموس لجهاز المغتربين وأعتقد أنه لرجال الأعمال وال (vip) فقط!! ًً٭٭ هل تتفاعلون مع القضايا الوطنية؟ على قدر الحال وما يمس المعيشة لأن صوت المبحوح لا يُسمع. ٭٭ عندما تجتمعون ما هي القضايا التي تتحدثون فيها؟ بكل تأكيد الحديث لا يخلو من النقاش المفتوح حول القضايا العامة كرة القدم وأخبار الأهل وآخر المستجدات في البلد، فأكبر هموم الناس هنا «قفة الملاح» وارتفاع سعرها الجنوني بالإضافة إلى مواد البناء من طوب وأسمنت وسيخ. ٭٭ أصدقاؤك القدامى هل ما زلت تحتفظ بعلاقتك بهم؟ بكل تأكيد؛ لأنهم معي في نفس هم وغم الغربة التي لا ترحم أحد وتعانقه بالسنين الطوال. ٭٭ ماذا عن المدارس السودانية بالمملكة؟ لا توجد هنا مدارس سودانية رسمية، وإنما هناك اجتهاد من بعض المعلمين لأنهم يتمسكون بأصالتهم التعليمية السودانية. ٭٭ كيف ترى خدمات المطار والميناء للسودانيين؟ بصراحة عند العودة لا نهتم كثيرًا بهذه الأشياء لأن فرحة أهلنا بنا وبهم أكبر. ٭٭ ما هي النصائح التي توجهها لكل مغترب؟ أقول لكل من يريد الاغتراب أن يضع هدفه أمامه وأن لا يتسرع في الرجوع إلى أرض الوطن من غير أن يستفيد من غربته. ٭٭ العودة من الغربة حلم كل مغترب.. هل يراودك؟ نعم الغربة حلم كل مغترب هناك من يرزقه الله ويعود بسرعة للوطن، والأرزاق بيد الله ولكن لا أخفيك سرًا أن هناك من سلك طرقًا ملتوية وجمع بها المال وبدده كما جمعه، ومن عاد بسرعة والله ندمان على عودته والحياة سرها عميق أكبر من أن يُكتب في سطور، وإن كتب الله لي أن أعود فأمنيتي أن أجمع أبنائي حولي ونجلس جلسة أسرية إن شاء الله وأن لا يأخذهم مني ذاك الداء الذي أخذ أبيهم من قبل من حضن والديه حتى فرقتهم منه المنية لهم الرحمة والغفران.