لم أكن أنوي الكتابة في هذا الموضوع حتى لا يشوبه رياء أو تفاخر ولكن بما أن أساتذتي وزملائي كتبوا وأسهبوا بل الزميل فضل رابح استعرض العملية في «خطوطه العريضة» بالتلفزيون القومي وكان حظي الجميل قد جعل السفير والصحفي خالد موسى ضيفًا على البرنامج في ذلك اليوم 51/4 لابد لي أن أكتب علّي أرد بعض ما نلته من رعاية واهتمام وتعاطف وحب من زملائي وقرائي بعض المسؤولين بالدولة ولن أستطيع ولو اجتهدت. أشعرني الجميع بأنني قمت بعمل فوق طبيعة البشر حين تبرعت بكليتي لشقيقتي مواهب «أم مروة» التي تعاني من فشل كلوي، وفي حقيقة الأمر أنني لم أفعل سوى الطبيعي الذي تمليه فطرة الإنسان المليئة بمشاعر الحب للأخوة التي غرسها فينا الودود الرحيم ولو كانت كليتي واحدة لما بخلت عليها بها وهذا ليس تفردًا ولكن أدعو كل من أذهله ما قمت به لزيارة مراكز زراعة الكلى سواء مستشفى أحمد قاسم أو ابن سينا وغيرهما وسيجدون الأمر طبيعيًا فمئات الشباب في انتظار دورهم للتبرع لأشقائهم، بل إنني عندما نشرت إعلانًا عن حاجتنا لدم فصيلة «أو نيجاتيف» انهالت علينا مئات المكالمات من المتبرعين بل إن «4» منهم أبدوا استعدادهم للتبرع لنا بكلية وهذا ينم عن أصالة لا تتوفر إلا في هذا الشعب العظيم ولكن كيف لي أن أبخل بكليتي على «بت أمي» وأمنح هذا الشرف لآخرين جزاهم الله كل خير وكُتبت في ميزان حسناتهم. أنا ممنونة لشقيقتي مواهب أن جعلتني أدرك مكانتي لدى الآخرين فما إن نشر الصديق والأخ الزميل عبد الماجد عبد الحميد رئيس تحرير الزميلة الغراء «الأهرام اليوم» الخبر على صدر صفحته الأولى مشفوعا بصورتي ثم أعقبه فضل الله رابح باستعراض الخبر في التلفزيون وكذلك نشر الخبر بالحبيبة «الإنتباهة» حتى انهالت المكالمات على هاتفي الذي كان بحوزة شقيقي علام رغم علم الجميع أنني بغرفة العمليات ولكنهم قلقوا وأرادوا أن يطمئنوا. لا أريد أن اشكر أسرة «الإنتباهة» على وقفتهم النادرة والرائعة معي فلن أوفيهم وإن اجتهدت لأنهم «ما مشحودين علي» فهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وقد قال لي أهلي في الحلة الذي فاضت بهم جنبات المستشفى مؤازرين ومشفقين «زمايلك خشومهم ناشفة وعيونهم فاضت بالدموع»، وهذا هو ديدن أسرة الإنتباهة «من كبيرا لصغيرا» الذي صعد بها لتتربع على قمة الصحف السودانية فما يربطنا ليس العمل أو الواجب بل «الخوة» . شكرًا لكل الصحف التي كتبت والتي راودتها نفسها بالكتابة ودعوني لا أذكر الأسماء حتى لا يتفلت بعضها ولكن اسمحوا لي أن أهمس لأستاذي الدكتور عبد اللطيف البوني الذي شرفني بأن أفرد لي مساحة في زاويته المقروءة «حاطب ليل» بالغراء «السوداني»: « شكرًا أستاذي على كلماتك الرقيقة ولكن كم أنا حزينة أنها لم تفلح في إقناع أحشاء شقيقتي الحبيبة بقبول كليتي التي مازالت تقاتل لتجد لها مكانًا رغم أنني نفثت فيها كل مشاعر الحب و«الحنية» التي أكنّها لأختي ونسأل الله أن تنجح وأستحلف بالله كل من يقرأ هذه السطور أن يدعو الله لها بالاستجابة فدعوة المؤمن للمؤمن مستجابة بإذن الله. ولأن المساحة محدودة فاسمحوا لي بالمغادرة على أن أعاود الكتابة في مثل هذا اليوم من الأسبوع المقبل لأرسل شكري وحبي للجميع.