حين قرأتُ ما خطّته يراع أستاذنا محجوب فضل بدري بزاويته الظليلة «لكن المفروض» بالغراء الصحافة معلقًا على ما كتبته في هذه الزاوية قبل أسبوعين تحت عنوان «أحبكم جميعًا» أصبح حالي كحال المتظلم الذي ذهب إلى المحكمة وعندما شكا مظلمته للعرضحالجي و«ظبط» عريضة وعندما قرأها له بكى وعندما سأله العرضحالجي: «بتبكي مالك؟» أجاب من بين دموعه: «ما كنت قايل نفسي مظلوم قدر ده»! فأنا أيضًا لم أكن أظن أنني كتبتُ كلمات مؤثرة لدرجة أن تنتزع الدموع من العيون وأي عيون؟ وأوحت للأستاذ محجوب بذلك العمود الرائع الذي مزج فيه بين التراث والأدب والسياسة لأنني لم أسطِّر سوى مشاعري فقط. أنا «جعلية» ولكني استوحيت كلمة «بت أمي» من حوار دار بين شقيقتي وامرأتين في العيادة وأظنهما من غرب السودان عندما علمنا أن «مواهب» ستزرع وأن شقيقتها ستتبرع لها فقالت إحداهن: «أختك بتتبرع ليك؟ أها كان مُتّنْ؟» فأجابتها مواهب: «كان متنا يبقى أجلنا جا»، والتقطت المرأة الأخرى الحديث وقالت: «ما في زول بموت ناقص عمر، ود اللم «الأم» ده ما حلو» فأمّنت الأولى على حديثها: «آي والله حلو، إنشاء الله يصلحكن فيها».. آمين. نعود للمهندس حمّيدة عثمان صاحب شركة «توب تك» ولن أعود لتفاصيل القضية بل سأعلق فقط على ما ورد بعمود الأستاذ، وقبل ذلك أشكر المهندس حمّيدة على مشاعره التي رقّت للظروف التي أمرُّ بها وشقيقتي، وهذا ليس تفردًا بل هي شيم السودانيين عمومًا الذين قد «يقيفوا مع بعض محاكم» ولكنهم تجدهم في الملمات كأولاد الأم الواحدة، وما فعلته أنا أيضًا ليس تفردًا بل هو واجبي تجاه شقيقتي التي لو ملكت لفديتها بروحي، ومن ثم لا أريد أن يكون ذلك مدعاة لأن يتنازل حمّيدة عن حقه إن كنت قد افتريت عليه مثلما أننا لن نتنازل عن قضايا تتعلق بالحق العام للدولة والمواطنين، فأنا من أنصار أن يأخذ كل ذي حق حقه، ومن ثم سيظل الملف مفتوحًا حتى إثبات الحق له أو عليه، وأعلمك يا أستاذي أنني طوال حياتي العملية كنت أحرص على أن أكون مهنية ولم أُدَنْ في قضية نشر رغم أنني زبون معتاد في نيابة الصحافة لأنني أكتب وأنا «مالية يدي» بالمستندات، وبخصوص حميدة فلديّ خطاب مروَّس بترويسة شركته تقر فيه إدارة الشركة بأنها بالفعل استفادت من الدراسة المعدّة بواسطة بيت خبرة مصري وآخر سوداني ولم تَرَ في ذلك عيبًا، أما مخالفات الطريق الدائري فلديّ المستند الذي رصدتُ فيه المخالفات كما أنني استوثقتُ من مدير هيئة الطرق والجسور المهندس عماد فضل المرجي أقر بما ورد في التحقيق فماذا سيقول لي إذا ذهبت إليه؟ ومع ذلك تظل صفحتي مفتوحة له للرد إن أراد رغم أن حديث المستندات هو الأقوى. شكرًا مرة أخرى أستاذي محجوب فضل بدري وشكرًا لنائب الدائرة «36» جبل أولياء جنوب مالك وشكرًا لمدير الإعلام بمحلية الكاملين كمال النعيم الذي لم ينقطع عن السؤال عنا رغم ظروف زوجته «إنشراح» المَرضية، ودعواتي لها بكامل الشفاء، وتحياتي كذلك لزملائنا في غرفة العناية المكثفة محمد بشير وشقيقه الأمين الذي تبرع له وكذلك الماحي وشقيقته العينة.