بعض الناس يكون أسيرًا للمزاج والعادة، فيتعب من يخالطونه خاصة زوجته المسكينة التى يتحتم عليها وحدها أن «تتبالى» به، أعرف زوجًا تعوّد أن يشرب الشاي بعد منتصف الليل، ولأنه رجل تقليدي و«كبة» فهو لا يعده بنفسه، بل يوقظ زوجته لتعد له شاي المجانين هذا، ثم ينام بعد ذلك ملء جفنيه وتجلس هي ساهرة بعد أن طار النوم من عينيها، ولو عرفت بشايه هذا قبل الزواج ما تزوجته. البعض ينام في وسادة ذات سمك معين، وإن اضطر للمبيت خارج البيت فإنه يقضي الليل بطوله يقلب فيها، فمرة يضغطها وتارة «يفجفجا» لتماثل مخدته المعلومة وهكذا إلى أن تصبح الواطة، وأحيانًا يقوم بسحب وسادة من تحت رأس أحد النائمين حقارة .... مش ؟ . البعض لا يحب أكل المناسبات، عواف، فتدخل الزوجة من بعد عودتهما من المناسبة للمطبخ، وبى قشرتا ديك، تبدأ في خت الغداء وممكن جدًا أن تطنطن : عليك الله شوفوا الفلهمة دي... الزول دا قاصد يعذبني.. أنا ما عارفاه زول عبيط خلاس!، بعض الأزواج لا يأكل الملاح البايت، فتجد الزوجة تقوم وتقع يوميًا للطبخ له إلى أن تصادف أمرأة «تديها راسا» وتعلمها أساليب التحايل على هذه المعضلة. هذا بالنسبة للزوج، أما الضيوف فبعضهم متعبون وشعرة جلدهم مطلوقة، تأتي له بالشاي فيصرخ : الكباية أم قرن دي غيروها لي بي وحيدتا سادة، أو يقول : أنا بشرب الشاي تقييييل، عليك الله جيبي ليك شاي حب، فتظل المضيفة في حالة رايحة جاية، إلى أن يطير ويديهم عجاج كرعيه. أما الضيوف كبار السن القادمون من بعيد، فيشربون الشاي دغشًا بدري مع الطبيق، ثم القهوة بطقوسها من شم للبن وغيرها، وفي الأكل يبدو التعنت واضحًا : ما قاعد آكل الجداد، ولا الطبيخ بالمرقة... نعل ما قعد تسواا المرقة؟ وهنا عليك القول بثبات «فهو لن يعرفها» : برى يا يمة نحن ما قاعدين نختها فى سننا! ومع حلول الليل يجب ملء الأباريق رغم وجود الماء في الحمامات، ووضع كوب ماء بجانب الفراش، وعلبة الدهن إذا كن نساء، ثم المطايبة والسلام في الصباح ولا تنسى متابعة الملابس وغسلها فور خلعها، فهم متمسكون بعاداتهم وأمزجتهم في أي مكان وزمان.