مثل رحيل كل النوارس غاب عن دنيانا بالامس شاعر الدبلوماسية والمنافي والمهاجر الشاعر سيد احمد الحاردلو في هدوء وصبر وجلد ارتحل بعد صراع طويل مع المرض يقارع ويلاته والامه ..كان بالامس شاعرًا مجيدًا للكلمة وممسكًا لناصيتها زاوج بين بين رصين الكلمة والعبارة وبين روح السياسة والدبلوماسية تغنى الحاردلو للقيم السودانية واصالة كل سوداني كان قلبًا نبيلاً يحمل في ثناياه عطر الحياة ووجدان الشعب تنقا بين عدد من شعوب الدنيا كما الفراش الحائر يبحث عن رحيق ومذاقات حلوة.. عائش الغربة واكتوى بنيرانها وآلامها فوثقتها قريحته الشعرية تعابير تسري بين الناس فكتب الحاردلو .. ملعون أبو الغُربه وملعون أبو عِلانْ ، القالْ تهاجر .. يجيكْ شِيتاً كتيرْ . . بلحيلْ شِيتاً يجيكْ بالوَعَا .. وشيتاً يجيكْ بالليلْ ناساً يجوكْ طاشينْ وواحدين يجوك ْ نازلينْ من السَما العشرين.. ولان الشاعر ابن بيئته ومجتمعه وشعبه وقضيته فحمل الحاردلو مزاج الشعب السوداني عشقًا وحبًا وتعبيرًا واشواقًا واخلاصًا كان يمارس دبلوماسيته في عدد من البلدان الغربية والافريقية معتزًا بسودانيته فكتب عشانك بقاتل الريح عشانك فؤادي جريح عشانك أنا مقتول وبموت معاك مقتول عشانك يا حزن نبيل عشانك يا حلم جميل عشانك يا بلد يا نيل يا ليل يا سمح يا زين يا بلدي يا حبوب أبو جلابية وتوب وجرجار ومركوب وجبة وسديري وسيف سكين يا سمح يا زين يا وجه مليان غنا مليان عشق وحنين يا بنت يادوب نهيداتا قايمين شايلين تخا وفي رخا شايلين بنات وبنين يا سمح يا زين يا آهة يا نمة يا مدحة يا عمة يا واحة في الصحراء يا خصلة يا قمرة يا بشارة يا بكرة يا سمح يا زين وبرحيل الحاردلو تفقد بلادنا احد فرسانها الذين حملوها قضية وصراعًا من اجل الذات السودانية اعطى بلا منّ ولكنه لم يعط اجزل الوفاء ولكنه مات مكسور الخاطر.. فالحاردلو شاعر بقامة وطن شامخ من مواليد عام 1940 في قرية ناوا بالولاية الشمالية السودان. حاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها ودبلوم اللغة الفرنسية، وعمل مدرساً في السودان ثم في حضرموت قبل استقلالها، ثم انتقل إلى السلك الدبلوماسي .فعمل مستشارًا بسفارة السودان في كنشاسا ثم وزيراً مفوضاً. عمل محرراً ومراسلاً لبعض الصحف السودانية والعربية. شارك في العديد من المؤتمرات الرسمية، واللقاءات والمهرجانات الثقافية، له عدد من الدواوين الشعرية ابرزها «غدا نلتقي، مقدمات، كتاب مفتوح إلى حضرة الإمام، بكائية على بحر القلزم، خربشات على دفتر الوطن، الخرطوم... ياحبيبتي» له الرحمة والمغفرة .. «إنا لله وإنا اليه راجعون»..