قالت تقارير سرية سربها موقع ويكليكس ان رجل الاعمال السودانى أسامة داؤود قد اخبر مسؤولين بالسفارة الامريكية انه ضاق ذرعا بالطريقة التى تدير بها الحكومة البلاد فى اجتماع ضمة والقائم بالاعمال بالسفارة الامريكية لدى الخرطوم البرتو فرناندوز فى 32 يناير 2008م، حيث اوضح اسامة داؤود الذى يترأس مجموعة شركات دال الهندسية والزراعية ودال للاغذية وصناعة العربات ان عام 2008 لم يكن جيدا لاعماله التى انخفضت بنسبة 10% بعد ان حقق نموا تراوح ما بين 30% الى 40% وقد عزا عبد اللطيف الاداء السيئ لعدم وجود ادارة فاعلة بوزارة المالية التى كان يرأسها الوزير السابق الزبير محمد الحسن، حيث اجرى تعديلاً وزارياً بعد شهر من الاجتماع تمت فيه إقالة الزبير وتعيين عوض الجاز خلفا له. وقد وصف أسامة الزبير بالمسخرة قائلا: انا عادة ما انتقده علناً وبحضوره، فهو رجل ذو فكر عسكرى يصلح لادارة الاجهزة العسكرية والامنية، وأن ميزانية الحكومة قد نمت من 2 مليار دولار الى 11 مليار دولار فى العام 2007م ولكنها لم تنعس على التنمية لانها صرفت على الاجهزة الامنية والعسكرية كما انحى باللوم على اللوائح المعقدة والاعتماد على النفط وغياب التخطيط الحكومى والتشاور قبل اتخاذ القرارات الاقتصادية فى التدهور الاقتصادى بالبلاد. وذكر عبد اللطيف ان الحكومة لم تستشر القطاع الخاص فى عطلتى الجمعة والسبت، كما اتهمها بعرقلة الاستثمار السعودى فى مجال الزراعة وانتاج الاغذية من خلال تعقيد قانون الاراضى والضرائب التعسفية. ووصف عبد اللطيف اعضاء المؤتمر الوطنى بالمتجانسين والمتنافسين فى ان واحد وينتمون الى نفس الاسر والمدارس والاجيال، وكل واحد يشعر انه الزعيم وان الجيش والرئيس تحت امرته، كما انتقد العدد الكبير لمستشارى ومساعدى الرئيس قائلا: لو كان الرئيس يقابل كل واحد منهم فى الاسبوع مرة فإنه لن يملك الزمن لعمل شىء آخر. واضاف ان هناك شخصيات حكومية تعرقل الاجراءات، حيث ثنى كلامه القائم بالأعمال الامريكية بالسودان قائلا: وجود علي كرتى فى الخارجية قد عرقل اجرءات التأشيرة اكثر من ما كانت علية ايام الوزير السابق دينق الور، الا أنه اكد عدم وجود امل فى التغيير بسبب فساد الحركة الشعبية وغياب البديل المناسب للمؤتمر الوطنى. وقال داؤود إنه اصبح يدعى أنه من مدينة دبى بسبب حادثة المعلمة البريطانية جوليان التى شوهت سمعة السودان فى الخارج بحسب حديثه، وانه بصدد تطوير مراكز ثقافية وترفيهية بالخرطوم التى تفتقر لاماكن الترفيهة، وكشف عبد اللطيف ان الحكومة السودانية قد طلبت دعما ماليا من كبار رجال الاعمال عندما هاجم المتمردين الفاشر فى عام 2003م، وانهم حرروا شيكات لمساعدة الخرطوم على احتواء التمرد، وان رجال الاعمال مضطرون لدفع الاموال دون التأكد من اوجه صرفها، وربما استخدمت لقتل المدنيين من قبل الحكومة، ونقل أسامة عن البشير قوله «نحن قادرون على إيقاف التمرد لكنه قد يتطلب قتل بعض المدنيين عبر القصف»، وانتقد عبد اللطيف تعيين ما سماه بزعيم الجنجويد موسى هلال مستشاراً لوزير الحكم الاتحادى، ووصفت السفارة الامريكية اقوال عبد اللطيف بالصريحة والحاسمة وتدل على الاحباط المتزايد وسط رجال الاعمال السودانيين الذين ارعبهم الفساد الداخلى.