تبدد الحلم.. تبخرت آمال مواطني دولة جنوب السودان الذين لجأوا إلى إسرائيل في الآونة الأخيرة بحثاً عن رغد العيش.. واعتقدوا أن إسرائيل هي جنة الله في الأرض وهرولوا نحوها ممنين أنفسهم بما رأوه في أحلامهم بل حتى حكومة الدولة الجنوبية هي الأخيرة حجت إلى تل أبيب.. ولكن ماذا حدث وهل لبت تل أبيب أشواقهم؟؟ الإجابة جاءت من خلال المقال الذي نشره موقع «أوول آفركان دوت كوم» قال إن المحكمة الإسرائيلية قد أصدرت أمراً بترحيل«1500» مهاجر من جنوب السودان دخلوا إلى إسرائيل بطريقة غير شرعية ووعدت سلطات تل أبيب بتسليم مبلغ ألف دولار لكل من يسلِّم نفسه للترحيل طواعية، حيث أشار وزير الداخلية الإسرائيلي إلى الحدث قائلاً إنه يمثل الخطوة الأولى لطرد المتسللين، وأضاف هذه حرب من أجل الحفاظ على الصهيونية وحلم اليهود في أرض إسرائيل، ويبدو أن إسرائيل كعادتها قد تناست المهلة التي منحتها للاجئين حيث قامت باعتقال «22» جنوبياً، الأمر الذي أجبر الجنوبيين في إسرائيل على البقاء في منازلهم.. والحملة على مواطني دولة الجنوب في إسرائيل تأتي في وقت تعاني فيه الدولة الوليدة من أزمات اقتصادية وأمنية طاحنة وهي تستعد للذكرى الأولى للانفصال. وقد كانت إسرائيل من أول المحطات التي زارها الرئيس سلفا كير ميارديت بعد إعلان دولة جنوب السودان المستقلة وتعود العلاقة بين إسرائيل الحركة الشعبية إلى العام1960م، عندما بدأت إسرائيل بدعم حركة الأنانيا حيث تلقى العشرات من الضباط وزعيمهم جوزيف لاقو آنذاك التدريب العسكري والسلاح، وكانت العلاقة بين الجانبين ودية إلى حد كبير حيث مدت إسرائيل الحركة الشعبية بالسلاح في الفترة بين 19832005م. وبعد وقت قصير من انفصال الجنوب زار وفد رفيع المستوى الجنوب وقالت جوبا إنها ستقيم سفارة لها في القدس بدلاً من تل أبيب في وقت تتحفظ فيه دول عظمى تدعم إسرائيل كالولايات المتحدةالأمريكية عن الاعتراف علناً بالقدس عاصمة لإسرائيل.. وتبقي سفارتها في تل أبيب ووصف كير إسرائيل بالأمة التي نفضت غبارها وقاتلت من أجل قيام بلد مزدهر.. وعندما حضر سلام فياض احتفالات استقلال جنوب السودان قال إننا نطالب بتقرير المصير مطالباً العالم بدعم حق شعبه في تقرير مصيره حيث أعلنت جوبا دعمها للمقاومة الفلسطينية في طلبها عضوية الأممالمتحدة ولكنها سرعان ما تراجعت تحت الضغط الإسرائيلي وهو الموقف الذي تكافئه عليها إسرائيل اليوم بطرد مواطنيها في وقت تكافح فيه من أجل استيعاب مئات الآلاف من العائدين من السودان.. وفي ذات السياق يؤكد الجنوبيون الموجودون في إسرائيل تعرضهم لعمليات ترهيب ونفي من خلال عمليات منظمة تقودها جماعات يهودية عرقية ضد السود، ويقول غبريال كول لموقع «جورسليم بوست» إنه عندما قدم إلى إسرائيل لم يكن يتوقع أن يتعرّض إلى الأذى بسبب لون بشرته.. مشيرًا إلى آثار الاعتداء والضرب الذي تعرّض له من ضمن عدد كبير من اللاجئين السود في حي هاتكفا، في وقت أكد فيه «سيغال روزن» من الخط الساخن للعمال المهاجرين تعرّض طالبي اللجوء السياسي السود للاعتداءات والتهديدات من قبل اليهود الإسرائيليين. هذا وقد صرح إيلي أشاي وزير الخارجية الإسرائيلي في وقت سابق بأن السبب وراء ترحيل اللاجئين الجنوبيين جاء عندما اعتدت مجموعة من الجنوبيين على نساء إسرائيليات واغتصبوهن، الأمر الذي أدى إلى إصابتهن بالإيدز ووصفهم بالسرطان الذي يجب بتره.