إسرائيل لم ترد الجميل للجنوبيين، لم تراع أن رئيس دولة الجنوب السيد سلفاكير ميارديت قرر افتتاح سفارة جنوب السودان في (القدس!) وليس تل أبيب الأمر الذي لم تقدم عليه حتى الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها، حليفة إسرائيل وراعيها الذهبي كما يقولون بلغة الإعلام .... أمريكا استخدمت الفيتو 27 مرة لصالح إسرائيل ولكنها لم تفتتح سفارتها في القدس! سلفا منحهم هذه الهدية مجاناً! إسرائيل لم تراع أن سلفا من أجل ذلك تعرض لانتظار مؤسف في ) الأجواء العربية ( فوق مطار عربي حيث لم يمنحونه الإذن بالهبوط بسهولة وهو قادم من رحلة خارجية طويلة ... والسبب هو موقف جنوب السودان من إسرائيل. قالت بعض وسائل الإعلام وفد جنوب السودان )مصدوم (لما وجده من معاملة للاجئين الجنوبيين في إسرائيل. وتقول الصحف الإسرائيلية نفسها إن الجنوبيين يتم قبضهم من الشوارع ويطلب منهم توقيع وثيقة عودة طوعية وعندما يرفضون يحظر عليهم جمع ممتلكاتهم ويقتادونهم إلى (مدن الخيام) حيث يتم تجهيزهم للترحيل القسري هم وأسرهم. وبعد أن نشرت الصحف تصريحات للوفد الجنوبي أن هذه الطريقة ستؤثر سلباً على العلاقات بين إسرائيل وجنوب السودان علق أحد مسئولي وزارة الخارجية الإسرائيلية قائلاً: الوفد جاء هنا لمهمة تقنية بيروقراطية وسنساعده فيها. بمعنى أن هذه المهمة تتعلق بالمساعدة في ترحيل الجنوبيين للجنوب ولا يجوز لهم التصريح عن العلاقات الدبلوماسية أو غيرها. (فضلاً أعيرونا صمتكم ورحلوا مواطنيكم) ..! الحركة الشعبية والمجموعات المسيطرة على دولة جنوب نسيت أن إسرائيل من قبل ركلت اليهود الفلاشا وأغلقت الباب في وجههم ورفضت للآباء اللحاق بأبنائهم وبناتهم ورفضت للزوجات اللحاق بأزواجهن وتركتهم عالقين في معسكرين في إثيوبيا ولما ناهضت المجموعات الحقوقية الأمريكية هذا القرار صاح فيهم وزير الداخلية الإسرائيلي السابق ... ما تصنعونه لا يهمني ... إذا كنتم قلقين عليهم افتحوا لهم باب الهجرة لأمريكا ... لماذا لم أسمع بلاجئ واحد منهم فتحتم له الأبواب عندكم. هذه (المرمطة) حدثت للفلاشا بسبب أنهم يهود سود من الدرجة المتدنية فالدرجة الأولى محجوزة للأشكناز وهم اليهود البيض من أوربا وأمريكا .... والدرجة الثانية محجوزة للسفارديم وهم اليهود الشرقيين والعرب أما الفلاشا فهم في ذيل التصنيف العرقي بعد اليهود الروس وغيرهم ... والفلاشا ممنوعون من بعض المدارس ومجبورون بسبب الفقر على مهن وضيعة ... وضيعة جداً ولا داعي للإسهاب. وزير الداخلية الحالي يردد بكل وضوح أن الحملة ضد اللاجئين الأفارقة ستستمر وأن مدن الخيام سيكتمل تشييدها لاحتجاز آلاف اللاجئين غير الشرعيين وأن هذه الحملات لصيانة الهوية الصهيونية للدولة من الانطماس والمحو ..! إسرائيل دولة عرقية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ ... والرهان على إنسانيتها أكذوبة كبرى. والأدهى من ذلك أن بعض القيادات الجنوبية تعتقد أن التعاون مع إسرائيل ضروري من أجل (النكاية بالشمال) ... وهذه هي النتيجة.