تعج عاميتنا السودانية بعبارات المجاملات التى نستعملها ك «بهارات» فى الحديث، والنساء فى الغالب يستعملنها اكثر من الرجال، وهى كلمات ودودة تلطف الحديث، سمعنا أمهاتنا يتبادلنها والتقطناها منهن، ولعلنا آخر جيل يستعملها، فهى فى طريقها للانقراض، فجيل اليوم يعتبرها عدم موضوع و«درعة» ساكت. لكل كلمة من تلك الكلمات رد متعارف عليه، واذا اردت أن تستعملها يجب أن لا «تتشالق» وعليك أن تعرف الرد. كلمة مثل «كفارة» تقال للمريض بمعنى أن معاناتك وألمك هى تكفير للذنوب، ويجب أن يرد لك المريض ب «كفر الله سيئاتك»... يعنى هو البراهو العندو ذنوب؟، تقال أيضًا لمن سُرق بيته أو لمن تزوج زوجها، وأهو كله تكفير للذنوب. تعدد لك جارتك أصناف الطعام التى صنعتها لضيوفها مستعملة عبارة «فضلة خيرك»، موهمة اياك بأن كل ما عددته لك من أصناف مجرد «فضلة» ليس الا أي بقايا من بعض ما عندكم من خيرات، يمكن عشان ما تسحريهم. «القومة ليك» تقولها لك إحداهن وهى «متفنقنة» فى كرسيها وما قادرة تقوم تسلم عليك، ومن الأتكيت أن تسلم وأنت واقف، المهم ومنعًا لإحراجك تسارع هى بالقول لك : أعز من الواقف. أو تقومى للنبى فتقولين لها : جمعًا.. وعندما يصادف دخولك شخصًا يصلى تنتظره لتقول له : حرمًا، متمنيًا له أن تكون صلاته فى الحرم فيرد بقوله جمعًا، واستضفت فى بيتى بالرياض رجلاً وزوجته كبار فى السن لأسبوعين دون سابق معرفة، وحتى يأتى ابنهما لأخذهما من مكان عمله البعيد، فكانت كل الكلمات التى يتبادلانها : صليت يا حاج، صليتى يا حاجة، حرمًا يا حاج، جمعًا يا حاجة، أصابنى طبعًا حينها إحباط شديد، الا أننى اليوم أنظر للإيجابيات فى ذلك الموقف، فالرجل لا يزال يجاملها بكلمات طيبة ويتجاذب معها أطراف الحديث رغم قلته. أما «نعيمًا» البعد الحمام أو الحلاقة دى فما عارفة ذاتو لزوما شنو؟ كترة كلام ساكت. تعبيرًا عن اشتياقك لشخص لم تره من مدة طويلة تظل تردد : يااااا حليلك والله، وردها يكون : تحلى ليك العافية، ظل الرجل يردد لقريبته بهبالة وأمام زوجها : مشتاقين، وظلت هى ترد باستحياء : شكرًا جزيلاً.. !! طبعًا ما ممكن تقول ليه : بالأكتر، عشان كدا حقو كل زول يحترم نفسو ويعرف متين يتكلم ومع منو.. وما برانا فى كلام المجاملات كل الشعوب عندها، هسة عاجبانى شديد كلمة «يسلموا» البقولوها الشوام دى للزول لما يناولهم حاجة وبرضو تصبح على خير تلاقى خير، بالمناسبة فى زول الزمن دا بقول لى زول تصبح على خير والا صباح الخير؟؟ وهذه دعوة لنعود فنتبادل كلمات المجاملة وتحايا الصباح والمساء، وبعدين فيها شنو لو الراجل قال لمرتو تسلم ايدك وللا يديك العافية ؟ غايتو الرجال ديل......ما بسألم