بالرغم من أن وزارة التربية ولاية الخرطوم قامت بتأجيل العام الدراسي لمدة اسبوعين قادمين من نهاية العطلة الصيفية الا أنها لم تحل المشكلة التي كانت تتصارع فيها مع نقابة المعلمين فالمشكلة أكبر من ارتفاع درجة الحرارة يا السيد الوزير، وأكبر من تحسبكم للتفلتات الامنية التي تتوقعها الحكومة هذه الايام نتيجة زيادة الاسعار والتي قد استبعدتها ونفت بشدة ان تكون سبباً للتأجيل، المشكلة كما قالها المعلمون إن المدارس غير مهيأة لاستقبال التلاميذ وإن الكتب المدرسية والاجلاس تعاني نقصاً حاداً،ولعل الكرسي الوثير قد منعكم من تفقد هذا الحال فجاء رفضكم للتأجيل في بادئ الامر ثم قبولكم له بتحديد مدة قصيرة جداً هي أربعة عشر يوماً من عمر الزمان وبتبرير أن السبب هو الخوف من ارتفاع درجة الحرارة، من قال لك إن الطقس ستظلله غمامة البرد بعد تاريخ التأجيل؟ تساؤل آخر يدور بخلدي لماذا تضطر وزارة التربية لمثل هذا التأجيل أما كانت فترة العطلة المدرسية والتي زادت على المائة يوم كفيلة بأن تصون هذه المدارس وأن تطبع الكتب المدرسية وتصنع الاجلاس لماذا دوماً نصر على إحراز الاهداف في الزمن بدل الضائع الآن و برغم التأجيل فإن العام الدراسي موعود بالفشل فإذا نظرت لاقرب مدرسة من منزلك ستجد أن مبانيها تشد على حبل الصبر لتقف بالعافية وحوائط فصولها تتمالك الشدائد لتحمل الاسقف المتهالكة والخريف على الابواب ألم تتعظ الوزارة من الكارثة التي كانت ستحل لولا لطف الله الذي أنجى «45» طفلاً قبل أعوام قليلة كادوا يموتون إثر سقوط احد الفصول بغرب الحارات فقط كان التصرف الامومي لاستاذتهم التي أخرجتهم الواحد تلو الاخر ثم خر الفصل ساجداً فرحاً بكثرة خريف ذلك العام ما إن خرج آخر تلميذ.. الآن وعلى مسؤوليتي لم تصن وزارة التربية ولا المحليات المختلفة أي مدرسة أيها الاسر والغريب في الامر أن وزراء التربية والتعليم المتعاقبين على هذا الكرسي يظهرون في بداية كل عام بالوسائل الاعلامية ليعلنوا مجانية التعليم ويحرضون الاسر على عدم دفع أي مبالغ للمدارس ثم يستدركون أنه يمكنهم فقط التبرع عن طريق المشاركة عبر المجالس التربوية وأنا أقول مجانية التعليم هي كذبة هذه الوزارة ودليلي في الادعاء أن الوزارة لا توفر الطباشير ولا رسوم التسيير «ماء كهرباء.....الخ» بالعقل والمنطق من أين تأتي المدارس بهذه الاحتياجات إذن الرسوم هي مفروضة أصلاً بسبب الحاجة ومجالس الآباء مجرد كباري لتمرير رسوم المدارس التي تنفيها الوزارة لا أدري ما هي هويات وزراء التربية في بلادي لو كان لنا حق المشاركة في اختيارهم لاخترناه معلماً سابقاً عمل في أماكن وعرة من بقاع السودان امتهن التدريس في ظروف بيئية قاسية حيث المطر يمحو حبر الكتابة من «كراسات» التلاميذ و يذوب الفصول المبنية من «اللبن» فوق رؤسهم حينها فقط كان سيتدبر أمر رعيته الأطفال ولا يصرف المبالغ الطائلة في مؤتمرات التعليم التي تظل توصياتها حبسية ادراج المسؤولين.