الغربة تلك الأيام والليالي والسنون التي يقضيها المغترب بعيدًا عن أصدقائه وأهله وأفراد أسرته مما يشكل له عزلة لابتعاده عن الوطن. ويقول كمال الدين عوض «مغترب» ان للغربة ضريبة موجعة لأننا نكون هنالك ضحايا للقلق المستمر وانشغال البال على الأهل وانا اعتبر من المغتربين المخضرمين لأنني عايشت الاغتراب منذ زمن البريد والرسائل والآن تغير الزمن وأصبحنا في عصر الايميل والفيديو كول ولكن هذا ايضًا لم يشبع شوقنا للوطن ورغم من كل هذا إلا أننا نظل حبيسي صمتنا وفي دوامة يومية قاتلة وعندما نعود للوطن نشعر بأننا تحولنا الى آلة للثرثرة والفضفضة ودون توقف حتى لا يقتلنا الصمت ولذلك فان حكاياتي ورواياتي هذه ستصبح زادي من الذكريات لأنني ساظل حبيسًا داخلها الى حين العودة مرة اخرى في الإجازة القادمة. والمغترب محمد احمد وصف الغربة بانها عبارة عن سجن كبير يختياره الانسان بمحض ارادته وان البعد عن الأهل والحرمان يشير الإنسان انه عندما يعود في حاجة الى ان يتحدث بدون توقف تعبيرًا عن شوقه للأسرة التي بعد عنها ويتمنى ان يروي لهم كل ماحدث له في سني الغربة، واضاف انه يشعر بان اسرته تتجاوب معه وتستمع الى حديثه وثرثرته بشوق ولهفة ولكنهم في بعض الاوقات يريدونني أن اصمت. اما حسين خضر فقال انا في الغربة احس نفسي كأني ميت بالرغم من قرب اصدقائي لكن لا احس بانهم مثل الاسرة وعندما اعود اكون مشتاقًا اليهم لدرجة اللهفة ويكثر حديثي عن سني غربتي وفي مرة من المرات قال لي ابني بابا انت بقيت براي «اي كثير الكلام» ومذ ذلك الوقت ادركت اني كثير الحديث وقررت ان اضبط نفسي واتحكم في حديثي قليلاً.. اما تماضر حسن فترى انها وبحكم طبيعتها لا تتحدث كثيرًا وهي في الغربة لم تجد من تتحدث معه حتى زوجها لانه مشغول في عمله لانه «يعمل دوامين» فعندما يعود من الدوام الاول يحتاج للراحة حتى يتمكن من الذهاب الى الدوام الثاني الامر الذي يجعلني اتحدث مع اطفالي همسًا كما ان هذا الحال بدأ يؤثر على اطفالي الذين بدأت الحظ عليهم تصرفات مريبة فاذا استمروا على هذا الحال فربما يصابون بحالة انطواء لذا تدعهم يتحدثون بكثافة وهم يذكرون السودان بكل ما وجدوه فيه وكل يوم الرواية ذاتها ولا ادري هل هذه ظاهرة صحية ام هنالك خطأ.. وتعتقد الدكتورة نازك ابراهيم اختصاصية علم الاجتماع إلى أنه دائمًا ما يشعر المغترب بحساسية الغريب التي تفقده الاندماج ويلجأ لمحاولة إثبات نفسه في بيئة جديدة ولكن احيانًا يجابه برفض البيئة او بعض التصرفات الشبيهة بالرفض وخصوصًا حينما يكون الحديث فقط في نطاق العمل لان الكل يعمل وربما كان الزملاء في العمل لديهم ثقافات مختلفة وبعضهم من يقدس العمل لدرجة الانعزال كما يكون المغترب ايضًا مركزًا في عمله ويعود بنهاية الدوام الى سكنه الذي غالبًا ما يكون لوحده ومنهم من يكون لديه ورديتان مما يعني النوم والاستعداد للوردية الثانية ومزيد من الصمت والتركيز فلا يجد طريقة للحديث او بناء صداقات فتنشأ العزلة المجتمعية والتي من ضمنها عزلة الكلام وأحيانا ينسى المغترب ثقافته الاساسية بسبب محاولته الدخول في مجتمعه الجديد مما يعني بناء ثقافة مقتبسة لجذب الانتباه والاحساس فتجد بعض المغتربين عندما يعودون الينا في السودان يتحدثون بلهجات تلك الدول ولكن ما ان ينزل المغترب الى مطار بلده حتى يفوق يتذكر انه سوداني مما يعني كمية هائلة من الحكايات وخصوصًا اذا وجد آذانًا صاغية واهتمامًا من المستمع لحديثه الأمر الذي يفتقده في بلاد الغربة مما يجعل الكلام يأتي منسابًا منه ولا يشعر بانه اصبح ثرثارًا فهو يحاول التعبير عنما افتقده في المهجر وهنا لا ننسى تأثير الانترنت على زيادة جرعة الصمت المتزايد واذا استمر هذا الصمت لفترات اطول ربما يصاب المغترب بالاكتئاب والمضاعفات النفسية او نسيان الكلام والعبارات المهمة واللائقة لذا عليه محاولة البحث عن بني وطنه من المغتربين الآخرين وتبادل الزيارات الاجتماعية معهم وعدم الانخراط بشكل متواصل في العمل ويجب ان يعود للوطن في فترات الإجازات وان يوسع قاعدة اصدقائه ومحاولة كسر الروتين اليومي. الإعلاميون السودانيون بالسعودية يحتسبون الأمير نايف الرياض: الإنتباهة احتسبت رابطة الإعلاميين السودانيين في المملكة العربية السعودية أمس عند لله تعالى ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي توفي خارج المملكة السبت الماضي. وعددت الرابطة في بيان لها أمس، بتوقيع رئيسها عوض أحمد عمر، وأمينها العام محمّد خير عوض لله، مناقب فقيد الأمّتين العربية والإسلاميّة، فقد عُرف ببره بوطنه ومواطنيه، فأعطاهم صحته ووقته وحياته، واعتبر بيان رابطة الإعلاميين السودانيين وفاة ولي العهد ووزير الداخلية الأمير نايف، أنّه «خسارة كبيرة» للأمتين العربية والإسلامية، سائلةً لله أن يعوّض الأمّة في فقدها، وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين.