دهشة عريضة ارتسمت على وجه العم طه وهو يرى التحول الكبير الذي ظهر على شباب الحي الذين كانوا يقضون جل وقتهم في الجلوس على النواصي بعد أن مل بعضُهم رحلة البحث عن وظيفة، فارتسمت ابتسامة خفيفة على وجه العم طه وقال لرفيق دربه العم عثمان الذي كان يجلس بجواره «الأولاد ديل الحصل ليهم شنو فجأة كدي قاموا على صيانة مدارس الحلة؟» فقال له العم عثمان أولادنا ديل نفوسهم بيضاء رغم تسكعهم في الشوارع ولكنهم يحتاجون لقليل من التحريك منا ومن غيرنا حتى نستفيد من طاقاتهم، وبدأ العم طه يعيد بذاكرته للوراء سنوات عديدة تذكر من خلالها فترة شبابه والأعمال التي كانوا ينجزونها وبدأ يحكي لابنه الذي شارك شباب الحي في أعمال الصيانة عن النفرات التي كانوا يقومون بها في تأسيس منازلهم وفي الخلاوي والكثير من الأشياء، وسأل ابنه عن سبب هذا التحول الذي حدث لهم فقال له إنهم يحاولون الإسهام مع اللجنة الشعبية في تهيئة بيئة مدارسهم ونظافة الحي، فقال له العم طه «ومن زمان وين كانت اللجنة الشعبية» فقال له اللجان ليس لها أموال تسيرها وليس لها مصادر دخل ولكن الآن استطاع الاتحاد الوطني للشباب تقديم بعض المعينات لهذه اللجان من أجل صيانة المدارس والشفخانات وتنفيذ حملات إصحاح البيئة والكثير من المشروعات التي يمكن أن ينفذها الشباب. وبالفعل استطاع اتحاد شباب الخرطوم خلال الفترة الماضية تنفيذ الكثير من برامج البناء الوطني في العديد من القرى والمناطق التي تحرك شبابها لصيانة مدارسهم ومراكزهم الصحية، وحملات إصحاح البيئة إلى جانب الأيام الصحية، ونجحت قيادات الاتحاد في تفجير الطاقات الكامنة عند الشباب في جبل أولياء والسليمانية شرق وأيد الحد والفتيحاب وابوسعد و... و... والكثير من المناطق التي كانت تحتاج لهذا العمل، ويستعد لنقل هذه البرامج خلال الأسبوع المقبل إلى ود رملي وأبو دليق وأوسي وفي أم القرى بالريف الجنوبي بالسليمانية غرب، وإن استطاعت اتحادات الشباب في جميع ولايات السودان تنفيذ هذا البرنامج بقدر النجاح الذي تحقق في الخرطوم حتى الآن فمن المؤكد أن السودان سيشهد قريبًا تنمية لا مثيل لها تنفَّذ بسواعد الشباب وطاقاتهم الجبارة، وهذه الطاقات الشبابية بدأت العمل الآن في السليمانية غرب التي ستشهد مواصلة هذا البرنامج الوطني بعد غدٍ السبت والذي سيشمل يومًا صحيًا وختانًا وإصحاح بيئة وصيانة للمدارس وافتتاح مركز سودابيت الذي يحوي عددًا من أجهزة الحاسوب التي يمكن الاستفادة منها في تدريب الشباب إلى جانب تخريج عدد من الدارسين، ليتواصل البرنامج في ذات الأسبوع إلى العديد من المناطق الطرفية بولاية الخرطوم من أجل تنمية شبابية مستدامة.