مرحلة الشباب من أهم مراحل حياة الإنسان حيث يكون العقل في أنشط مراحله وهي مرحلة الأحلام والطموحات والانجذاب لكل جديد وحديث، فالشباب الآن تلهيه الحياة بكل ما فيها من أشياء غربية فالعولمة مثلا جاءت بأشياء لا يمكن للانسان أن يتجاهلها أو يغض النظرعنها.. لذا نجد الشباب أكثر الفئات ركضًا وراء التكنولوجيا فأخذتهم بعيد وأصبحوا يميلون للوحدة والانطوائية بالجلوس أمام لاب توب وجعلهم لايحسون بالزمن.. «البيت الكبير» ناقش هذه الظاهرة وخرج بهذه الإفادة. في البدء تحدث لنا «الخريج» أشرف يس، قال: إن الشباب في هذا العصر يختلفون كثيرًا عن الماضي لذا نجد البعض يصفهم بالانطوائية وحب الوحدة والعزلة وهذا ليس صحيحًا لأن الشباب عندما يجلسون أمام الشاشة يخاطبون أشخاصًا كثيرين داخل وخارج السودان وهذا يخلق تواصلاً مع الآخرين حتى إذا لم يكن تواصلاً حيًا. أما «آيات يوسف» فترى أن العولمة ربما تؤدي بنا إلى أشياء كثيرة منها الوحدة والانطوائية ولكنها ممتعة، تقول: لا نحس بالزمن ونحن أمام الحاسوب في الدردشة عبر المزرعة السعيدة والفيس بوك والتواصل مع الأصدقاء، وأحس كأنهم معي، وهذا التواصل عبر النت سهل لنا الحياة ولكن الآباء والأمهات يعتبرون ذلك مرضًا نفسيًا.. ويرون أننا نحتاج إلى طبيب فهم يستغربون طريقه حياتنا ولكننا نراها ممتعة ولذيذة ولا نشعر بالزمن. مرتضى عبد الله يقول: أشياء كثيرة تجعل الشباب يلجأون إلى الوحدة والانطوائية وليست غرف الدردشة هي المتهم الوحيد التي يؤدي إلى ذلك فضغوط الحياة الكثيرة تجعلنا نختار ما يلهينا دون أن نحس فنحن نلجأ إليه ونعتبره لغه تواصل بين الناس نسبة لإيقاع الحياة السريع الذي جعل الحركة مستحيلة وأضاف مرتضى أن الجلوس أمام اللاب توب لا يحتاج إلى معاناة ولا وسيله نقل وأرخص كثيرًا من الاتصالات. «ليلى بشير» تؤكد أن الجلوس أمام الشاشة «يوفر لي كل ما أريده» فحين أجلس أمام اللاب توب أجوب كل العالم وأتحدث مع الكثيرين وأتصفح كتابًا أو مجلة وأتحدث إلى من أريد دون أن أذهب إليه ويمكن أن نتحدث طوال اليوم فهو رفيقي وونيسي. سألنا الأستاذة نجوى إبراهيم باحثة اجتماعية فأجابت قائلة إن الشباب في كل حقبة أو عهد يهتمون دائمًا بالأشياء الجديدة والمثيرة التي من حولهم فكيف إذا كانت العولمة بكل ما تحمله من الحداثة.. وتطور تكنولوجيا المثيرة يُغرقهم، هذا إلى جانب أن الحياة الآن تغيرت عن السابق، ونجد أن الشباب من الجنسين يحاولون أن يواكبوا هذا العصر المتقدم، وما يحدث من وجود تقنيات حديثة فهم الآن إما مشغولون بالتحدث عبر الدردشة أو الفضائيات ولا يحتاجون إلى وجود الآخرين معهم، وأضافت: يجب أن لا نستغرب من هذه الوحدة والانطوائية التي أصبحت من سمات هذا العصر فنجد كثيرًا من الآباء والأمهات يشكون من عزلة أبنائهم عنهم ويحبون الجلوس وحدهم وبالتأكيد الوحدة والانطوائية شيء سلبي وخطير.