(الحجلة) اللعبة الشعبية التي غابت عن دنيا الفتيات الصغيرات لفترة ليست بالقصيرة، فاللائي ولدن في التسعينات لا يعرفن عن هذه اللعبة الممتعة شيئاً، اذ اختفت «تماماً عن الانظار وصارت في عداد الحضارات التي سادت في الزمن الجميل ثم جرفتها بقسوة سيول العولمة، عندما طغت الفضائيات والعاب الكمبيوتر على الالعاب الشعبية ومن بينها «الحجلة» .. ولكن المشاهدات للشارع تحمل بشارة «مفرحة» وقد بدأت تعود شيئاً فشيئاً ولاحظنا في عدد كبير من الاحياء الخرطومية والامدرمانية تجمع فتيات في عمر الطفولة امام منازلهن وهن يقطعن مستطيل «الحجلة» جيئة وذهابا والفرح يتطاير من عيونهن «البريئة» وكأنهن يعانقن عائداً من الغربة بعد سنين!! رزان فتحي كانت تمارس اللعبة «برشاقة» فائقة وهي تسدل على كتفيها شعرها بتسريحة «مشاط البوب» قالت ان هذه اللعبة تحتاج الى هذه التسريحة فهي تساعد على اداء اللعبة بشهية مفتوحة، وقالت ببراءة انا مثل لعيبة كرة القدم العالميين فهم لا يستمتعون باللعبة الا عندما يكون لديهم شعر مسدل.. وقالت «نهى ياسر» ان الالعاب الشعبية «احلى» من الالكترونية التي يلعبها الشخص بمفرده بينما الشعبية تلعب في جماعة ونستطيع من خلالها تكوين صداقات بين بنات الحي الواحد.. بينما تقول «افنان جعفر» امهاتنا هن اللائي سعين لاعادة هذه اللعبة «الحلوة» وغيرها من الالعاب الشعبية فانهن يشجعننا على الخروج واللعب في وقت «العصرية» وايضاً الاولاد صاروا يلعبون ليلاً تحت ضوء القمر. «محاسن حسن» ربة منزل قالت: منذ فترة اتفقنا نحن نساء الحي على اعادة الالعاب الشعبية الى عهودها الاولى لما فيها من فوائد كثيرة فهي تعطي الاطفال «بنات كن او اولاد» الحيوية والنشاط كما انها تفتح ذهنية الطفل وتجعله اجتماعياً لا يعاني من الانطوائية مما ادى الى الاهتمام بالالعاب الشعبية في عدد من احياء الخرطوم خاصة من جانب الامهات، ما جعل لعبة «الحجلة» مشاهدة وسط هذه الاحياء..وقالت «حميدة الشيخ» الالعاب الشعبية مهمة للاطفال بعد ان اخذتهم العولمة بعيداً عنها لذلك آثرنا رجوعها من جديد ف«البنات» يلعبن «الحجلة» و«نط الحبل» وغيرها والاولاد «شليل» وبعض الالعاب التي تناسبهم.. وقالت هي تراث جميل من واجبنا الحفاظ عليه وتعليمه للاجيال في مختلف العصور.