وصلتني من حكومة الولاية دعوة انيقة ورافقت كالعادة الزملاء فى رحلة الى الريف الجميل لمتابعة رحلة تفقدية للمسؤولين شملت مدن سنكاتواركويت واطرافها المترامية وسط الجبال والاودية، وقد التمست مرارة وواقعًا يعيش بعض فصولها الشتوية انسان تلك المناطق وهو احوج ما يكون إلى الخدمات الأساسية، ومن جانب تأسفت جدًا لفصول اخرى كانت من كواليس الرحلة التى تضم بعض مراسلي القنوات التلفزيونية المحلية القومية وبعض مراسلي الصحف القومية هنا، وقد بدأت مبكرة مع الزملاء المعاناة ومن الوهلة الأولى معنا عندما تكدسنا.. فى حافلة صغيرة بحسب العربة التى وفرتها الجهات المعنية، ونحن فى طريقنا الى رحلة طويلة، والحافلة نفسها كانت تسير بنا ببطء فى الطريق كأننا فى رحلة خاصة، وبعد ساعات على الطريق وجدنا أنفسنا فى مؤخرة العربات التي تتطاير كالبرق وتتجاوزنا، حتى علق عليها احد الزملاء ساخرًا بقوله «يا جماعة المسؤولين ديل مشوا وين ..!!.» واقع آخر: كان الطقس ومع حرارة الطقس الصيفى كنا نحترق داخل العربة حتى نلاحقهم وكنا نصل بوقت قصير بعد وصول المسؤولين للأمكنة المحددة للزيارة نصل «مجازفة» نصل الموقع ولانفهم شيئًا... ونعود بسرعة لأن المسؤولين كانوا يتحركون مرة أخرى صوب موقع أخر ولكن كنا نحاول أن نشغل انفسنا بمناظر الطبيعة الجميلة فى اركويت الساحرة وغيرها، عمومًا ومن الطرائف .. تذكر احد الأصدقاء شيئًا ما واخرج هاتفه المهترئ الذى تناثرت بعض اجزائه فى الحال وبسخرية قال هذا هو حالي انا «ح، ر» مراسل لقناة تلفزيونية «...» هكذا حالنا نقطع من وقتنا وصحتنا لنصنع الكثير ومن الفيافي والأودية واتفقنا معه «كمراسلي صحف» هذا هو حال الجميع لا يملك الغالبية منا وسائل اتصال مثل «أجهزة اللابتوب» لنقل الأخبار من الأودية ووسط الجبال، وعلى الرغم من ذالك نحرص بقدر الامكان على ايصال الأخبار للصحف بعد وصولنا للمدينة .. اذن متى ستنتهى المعاناة عندنا لا أدرى أم العاملون فى وسائل الإعلام يتركون هذه المهنة ويتجهون الى غيرها من الاشغال ومجتمعاتنا تتعرض للغزو الثقافى الكثيف بفضل التكنولوجيات ولها اهدافها التي تتعلق بتدمير البنية البشرية حتى نعيش بلا هوية.. استغفر الله العظيم.. هذا قدرنا لا ادري ماذا نفعل، بذلنا الغالى والنفيس وارهقنا اسرنا معنا بالأمس فى التعليم من اجل دراسة الإعلام، ومن جهة اسرنا الكبيرة والصغيرة فى انتظار المرتبات الضعيفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع الى جانب آخر هو اهمال المؤسسات المعنية الدورات التدريبية، هذا واقع يعيشه العاملون فى الحقل الإعلامي، عمومًا حتى فضائية البحر الأحمر ولدت «ميتة» عنوانها الباهت هو ما يبث الآن فى الفترة التجريبية كما همس ساخرًا احد المسؤولين وهو ايضًا مسؤول عنها معلقًا بقوله وصلتنا اتصالات عديدة من الناس يقولون لنا يا جماعة «دي قناة غناء ولا شنو» على حد قوله، عمومًا مستقبلها فى قيد البحث عن المال «ممول» ربما يتوقف البث بعد مدة وتذهب أدراج الرياح!!!