حينما سمعت بأحداث النيل الأزرق توجهت نحو جهاز التلفزيون لمعرفة حقيقة مايدور في بلدي... وبدهي ان اتوجه الى القنوات السودانية حتى لا اقع في تضليل الاعلام غير «السوداني» وعند مروري على القنوات السودانية اصابتني الحيرة! معظم القنوات تبث مادة غنائية واخرى بها برنامج مديح ولديّ مثل سوداني ينطبق على حالة قنواتنا الفضائية «دائماً آخر المراح تجي العرجاء» !!! ثم انتقلت مجبراً الى القنوات التي لا اثق فيها من قنوات الأخبار الأعجمية والعربية ..ولم اجد النبأ اليقين واستقر بي المقام مجبراً عند قناة الجزيرة وانا استمع اليها بنصف أذن... لأنني اتفق مع الصحفي الكبير احمد المصطفى ابراهيم في ان قناة الجزيرة بدون اي تجميل للعبارات «ضد السودان» وتأكد لي ذلك الأمر وانا استمع لتقرير القناة عن احداث النيل الأزرق التقرير الذي أُعد على عجل وجاء يحمل كثيرًا من التناقضات والمعلومات المدسوسة بعناية لان من يستمع للتقرير يلاحظ الآتي... تلميح القناة أن القوات السودانية هي من هاجمت قوات الحركة، الرقم الكبير لأعداد النازحين الذي ذكرته القناة ولم تمضِ على الأحداث الا ساعات مما يصعب عملية أي احصاء دقيق، استضافة القناة لوزير الإعلام لحكومة جنوب السودان للحديث عن الأحداث وكان الأولى الِاتصال بوزير الإعلام السوداني لأن الأحداث تدور بالسودان، محاولة ربط احداث دارفور بما يدور في النيل الأزرق وجنوب كردفان والأمر الآخر وهو امر خطير جداً اظهار منطقة شرق السودان منطقة نزاع عبر خريطة بثتها القناة خلال التقرير. ثورة داخل قناة الجزيرة نقل عدد كبير من الصحف العربية والمواقع الالكترونية خبر استقالات لعدد من الاعلاميين بقناة الجزيرة منهم غسان بن جدو الإعلامي التونسي مقدم برنامج 'حوار مفتوح' الذي كان يبث كل سبت الى جانب انه يدير مكتب الجزيرة في بيروت، وايضاً تناولت الاخبار تقديم المذيع المعروف ببرنامج الاتجاه المعاكس فيصل القاسم لاستقالته ثم استقالة مراسل الجزيرة في لبنان عباس ناصر حيث وصفا الجزيرة بالتحريضية والمغرضة وهنالك استتقالات الصحفيين السابقين مثل حافظ الميرازي «مدير مكتب واشنطن» ويسري فودة «مقدم برنامج سري للغاية» وعبد العزيز عبد الغني «مدير مكتب القاهرة» ويوسف الشريف «مدير مكتب اسطنبول» وأكرم خزام «مدير مكتب موسكو» بالإضافة إلى المذيعات جمانة نمور ولونة الشبل ولينا زهر الدين.. وهذه الاخبار قديكون بعضها غير صحيح لكن ذلك لاينفي ان هنالك صراعًا عنيفًا جداً داخل القناة بين الادارة والموظفين من الاعلاميين وظهر ذلك الخلاف الى العلن عدة مرات آخرها استقالة مجموعة من المذيعات من القناة واعلن السبب حينها ان هنالك تشددًا داخل القناة تجاه الزي والاحتشام والذي كذبه ظهور مذيعات القناة الحاليات وهن يرتدين ازياء اقل مايقال عنها انها فاضحة. لا للرأي الآخر وايضاً هنالك تسرب شريط على اليتيوب للدكتور عزمي بشارة وهو يتلقى تعليمات من المذيع السعودي في محطة الجزيرة بضرورة تجنب الأردن وتبييض صفحة المؤسسة لدى السعودية والبحرين ثم الاتفاق على تخصيص 45 دقيقة من مدة البرنامج للهجوم على سوريا.. وهذا وحده يدلل على عدم مهنية القناة وانها ترفع شعارات فضفاضة جوفاء مثل شعار الرأي والرأى الآخر ...الرأي الاخر حتى لو كان يهودياً اوبوذياً او رأيًا لمشرك لا حول ولا قوة الا بالله.