السودان بلد مترامي الأطراف تحيط به العديد من دول الجوار ولذلك فمن السهولة بمكان أن تتم عملية التداخل السكاني وما فيها من الأخطار، ومن أكثر ما يحذر منه المراقبون من هذا التداخل السكاني سهولة انتقال الوبائيات من بلد إلى السودان إذا لم يضع المسؤولون الضوابط الصحيحة لإحكام السيطرة على حركه النزوح أو الهجرة أو التسلل لأغراض أخرى وبالولاية الشمالية فقد استضافت حاضرتها دنقلا خلال الأيام الماضية الاجتماع السنوي لمديري الوبائيات بالسودان والذي جاء بغرض التداول حول أهمية الاكتشاف المبكر للوباء للسيطرة عليه. ويرى والي الشمالية بالإنابة مهندس عمر محمد نور أن اجتماع مديري الوبائيات بالسودان يأتي والولاية الشمالية هي في أشد الحاجة إليه مما تشهده الولاية من حركة دؤوبة للتنقيب عن الذهب وما يمكن أن يحدثه من وبائيات مشيرًا في هذا الصدد إلى أهمية التركيز والبحث في عملية التحول التي حدثت في المجال الزراعي واستخدام المزارعين للتقنيات الحديثة من أسمدة ومبيدات وغيرها وأهمية توضيح طريقة استخدامها مشيدًا بتقدم السودان في مجال مكافحة الوبائيات من بين الدول الاخرى، بينما يرى الدكتور حسن عطا السيد وزير الصحة بالولاية الشمالية أن الوزارة الوحيدة التي تنعم بالتواصل المباشر بين وزارة ولائية ونظيرتها الاتحادية لا يوجد إلا في وزارة الصحة وذلك لأهمية الصحة لدى البشر مشيرًا إلى أهمية البحث في المستشفى في عملية التعدين الأهلي للذهب وما يحدثه من مخلفات صحية وبيئية، ويشير الدكتور بابكر أحمد ممثل وزارة الصحة الاتحادية إلى أهمية التقنيات الحديثة في مكافحة الوبائيات مستعرضًا الخطوة التي تمت بين وزارة الصحة الاتحادية وشركة سوداني لوصول المعلومة في أسرع وقت موضحًا أن المؤتمر يهدف إلى مراجعة الخطط والاتفاق على أهم المشروعات المستقبلية ذات الطابع القومي والاستفادة من تجارب الولايات في مكافحة الوباء بالإضافة إلى تزويد مديري الوبائيات بأحدث التوجيهات ومثال لذلك «التطعيم ضد مرض السحائي» والتي توصلت الوزارة إلى مصل جديد عبر جرعة واحدة تستطيع أن تقي الشخص من المرض مدى الحياة عكس الذي كان يحدث سابقًا من التطعيم كل ثلاث سنوات، بالإضافة إلى توسيع دوائر التبليغ بالبلاد، وتشير حياة صلاح الدين خوجلي مدير إدارة الوبائيات بوزارة الصحة الاتحادية إلى أن الإدارة تسعى إلى لمّ الشمل والخروج بالتوصيات المهمة التي تساعد على وضع الخطط والسياسات لمحاربة الوبائيات، ويرى إسماعيل أحمد الكامش ممثل صحة البيئة الاتحادية أن هذا الاجتماع السنوي يأتي لرفع قدرات الكوادر العاملة في مجال الرصد والمتابعة وذلك للحد من الأمراض والأوبئة وذلك عن طريق تبادل الخبرات ونقل التجارب بين الولايات ودراسة نقاط الضعف والقوة ونسبة تطوير الأداء من ولاية إلى أخرى، بينما يرى عدد من مديري الوبائيات بالسودان استطلعتهم «الانتباهة» أهمية هذا الاجتماع السنوي غير أنهم عابوا عملية تغيير الكوادر باستمرار والذي يؤدي إلى تعثر تنفيذ السياسات والخطط المختصة بالإدارة المعنية، ويرى حمودة علي حمودة مدير إدارة الوبائيات والطوارئ الصحية بولاية القضارف أن ما يميز هذا الاجتماع الذي جاء بالشمالية هو أنه جاء بعد ثلاث سنوات منذ آخر اجتماع وكان في عام «2009م» بالإضافة إلى أنه جاء بعد انفصال الجنوب والمهددات الوبائية للبلد من جراء ذلك وكذلك يأتي بعد ظهور أوبئة جديدة من الأمراض كالحصبة التي كان يعتقد العامة أنها من أمراض الطفولة وكذلك ظهور أمراض وبائية على مستوى العالم مثل «الحمى القلاعية وغيرها» إضافة إلى مشكلات التعدين الأهلي للذهب مشيرا إلى أن هذه التحديات تحتاج إلى وضع أسس وضوابط وقواعد وموجهات لتداركها وكيفية تمليك وسائل الاتصال للقائمين بالأمر لسرعة نقل المعلومة عمومًا يبقى أمر مكافحة الوبائيات من الأهمية بمكان غير أن ذلك لا يتأتى إلا بتمليك الكوادر الوسائل التي تعينهم على ذلك، وقد أثبتت العديد من الدراسات أن مديري الوبائيات في بعض الولايات والمحليات يعملون في ظل ظروف معقدة جراء عدم توفر الإمكانات وهذا ما يجب أن تضعه الدولة نصب أعينها لأن الصحة لا غنى عنها لدى كل إنسان.