البطولات العربية تمتين لعرى المحبة وتبادل الخبرات بين الأشقاء يخطئ من يظن أن قيام البطولات العربية بمختلف مسمياتها الهدف منه هو مبدأ الفوز والخسارة وحصد الألقاب العربية وإضافتها لسجل البطولات العربية للمنتخب الفائز كإنجاز كبير لبلاده. بل على العكس من ذلك تمامًا فالهدف أكبر وأسمى من مجرد الفوز ببطولة وزيادة الرصيد العربي من البطولات فهذه الجزئية قد تكون هدفًا نسبيًا من الأهداف الجليلة التي انطلقت من أجلها هذه البطولات العربية وعمل الأمير الراحل المقيم فيصل بن فهد بن عبد العزيز أمير الرياضة العربية على تنميتها وترسيخها والحرص على بقائها واستمرارها على مر السنوات على الرغم من بعض العثرات التي شابت انطلاقتها في بعض السنوات وقد سار الأمير المعتزل سلطان بن فهد رئيس الاتحاد العربي السابق على نفس النهج وعمل على تذليل كل العقبات التي كانت تعترض مسيرة هذه البطولات العربية إلى أن باتت من البطولات التي تعطر سماوات الكرة العربية.. وهاهو الأمير الشاب نواف بن فيصل بن فهد يكمل المسيرة مبديًا حرصه واهتمامه الكبيرين بضرورة العمل على استمرار هذه البطولة العربية الأم حيث تعمل المملكة العربية السعودية على احتضان هذه البطولة في كل زمان ومكان متى ما كانت الفرصة سانحة للاستضافة من أجل أن يلتقي الإخوة الرياضين العرب في صعيد واحد تمتينًا لأواصر الصداقة والألفة والمحبة التي تجمع بين أبناء الأمة العربية على كل الأصعدة سياسيًا وثقافيًا ورياضيًا وادبيًا وفنيًا واجتماعيًا من أجل تبادل المعرفة والاستفادة من الخبرات المتوفرة لدى الرياضيين العرب حيث إن مثل هذا التجمع يعتبر فرصة نادرة للالتقاء وتبادل الخبرات والمنافع التي تساهم بصورة مباشرة في ارتقاء الأداء الفكري والحسي والمعنوي والرياضي والاجتماعي لأبناء الأمة العربية. لقد انقضت أكثر من «27» عامًا على انطلاقة أول بطولة عربية مجمعة في العام الميلادي «1985» والتي احتضنتها أيضًا المملكة العربية السعودية في مدينة الطائف ولا تزال البطولة تؤدي دورها الريادي في تمتين عرى الالفة والمحبة والإخاء وتبادل الخبرات بين المواطنين العرب في تظاهرة عربية رائعة بكل المقاييس تدل دلالة أكيدة على مدى الحميمية والتعاضد والتكاتف الذي يجمع بين أبناء الشعوب العربية بمختلف ثقافاتهم وأعراقهم واختلاف سحناتهم ولهجاتهم التي يتحدثون بها. ونحن ومن كل قلوبنا نتمنى صادقين أن تكون هذه البطولة التي انطلقت مساء الجمعة الماضي في مملكة الخير والإنسانية المملكة العربية السعودية مهبط الوحي ومهد الرسالات أن تكون منارة حقيقية وواجهة مشرفة لأبناء العروبة يتم من خلالها التأكيد على أحقية المواطن العربي بأن يكون رائدًا وقائدًا لمسيرة الحب والسلام والإسلام وترسيخ مبدأ الرياضة سفارة حتى نبرهن للعالم أجمع أن الشعوب العربية هي القدوة والمثال الحسن والأنموذج الذي يُحتذى به بين كل شعوب العالم والله من وراء المقصد. فاصلة... أخيرة منتخبنا السوداني الرديف الذي يشارك في هذه البطولة العربية نتعشم دون شك أن يكون فرس رهان أصيل بين ثنايا هذه البطولة وأن يقوى نجومه الشباب المدعمون بخبرة النجوم الكبار بشة وقلق على تقديم الصورة الجمالية لكرتنا السودانية. وبالطبع فإن طموحاتنا تتمثل في العودة إلى الأمجاد العربية بتحقيق بطولة هذه النسحة التي تشارك بها منتخبات عربية لها وزنها ومكانتها في خارطة الكرة العربية ببذل الجهد وسكب العرق والتغلب على النفس وإن تعذر الفوز باللقب فإننا تواقون إلى أن يقدم نجومنا صورة مثالية ومستحسنة عن الكرة السودانية بوصفها من كبريات الدول العربية التي صدّرت المواهب والخبرات إلى جيرانها العرب والخليجيين وساهمت في بناء نهضتهم الرياضية بالدرجة التي تفوقوا بها علينا بوصولهم إلى أرقى المحافل الدولية. والأمل كل الأمل أن يترك نجومنا بقيادة مدربهم فاروق جبرة ذكرى عطرة في نفوس الرياضيين العرب من خلال مشاركتهم في هذه التظاهرة العربية الرياضية الكبرى كسفراء للكرة السودانية ولن نرضى بالطبع أن تكون مشاركتنا في هذا المحفل العربي من أجل المشاركة الاسمية بلا أدنى طموحات.