محاولة أن تشبه شخصًا بآخر ولا تتذكره في وقتها، عملية صعبة جدًا ومزعجة إن لم تكن مقلقة عديل، ولأنك زول «عكليتة»، فالموضوع يأخذ من وقتك الكثير، يا ربي الزول دا بشبه منو؟، أحيانًا تستعين بصديق ليسعفك فيرد عليك رد «أخير قلو»: والله ياخ يشبهلو زولاً كدى!، هذا الرد لا يشفي غليلك «الحاجات الكتيرة البتغلى جواك دي»، وأغلبها حاجات فارغة، زي اسم شخص برضو راح ليك، تفكر زمن طويل.. أها قول أتذكرتو ، «يعني شنو؟!» غير تديه لعنة معتبرة أيواااا اسمها درية الله يدردرها دنيا وآخرة. ظللت عدة أيام أشبِّه في شابة شاهدتها في مناسبة، واستعنت بواحدة لتعينني على شبهها، وبعد أن «حصنا» طويلاً هتفت معينتي قائلة: «ياخ تشبه نانسي عجرم، إلا نانسي جضوما ناصلة.. قلت لها بزهج: ياخ نانسي شنو إنتي كما، ما توسعي القصة، بتشبه ليها زولة هنا في السودان دا.. ولا زلنا حتى كتابة هذه السطور نفتش في الشبه الرايح دا». في حالة أن تشبه الشخص في ملامحه بشخص تعزه، تتولد بينكما إلفة ومودة، وربما تعامله ببساطة وأريحية وكأنه هو، ويمتد غالبًا الشبه فيشمل الصوت وطريقة الكلام، وطريقة المشي. إذا كان الشخص يشبه شخصًا عزيزًا غائبًا، ربما تتولد بينكما صداقة كنوع من السلوى. «دمكم واحد» يقولها لك شخص ويقصد أن القبيلة كلها فيها شبه «طشاش» من بعض، بينما يشبهك شخص بزول شين ويصر أنه يشبهك، فتحبط لأنك فاكر نفسك زول حلو وترد عليه: والله عندك شبه بتعرفو براك. «شبهينا واتلاقينا»، تقال لمن تشابهت صفاتهم الخلقية «بضم الخاء»، وغالبًا صفات غير جيدة لأنك تقولها وأنت ساخط وغضبان من شخصين زعلوك.. مش؟. أما مقولة «يخلق من الشبه أربعين» ففيها شيء من الصحة، فالشبه سواء في الملامح أو الصوت أو حتى الأضنين مشتت في أنحاء البسيطة، ويمكن يشبهوك على هندي أحمر في مجاهل أمريكا الشمالية، ونحن نرى بعض أهل آسيا متشابهون ولا يمكن التمييز بينهم، وهم أيضًا يروننا متشابهين كما قالوا، لكنهم كضابيين.. «نحن عاد البشبهنا منو؟ّ». وأهلنا في السودان بقولوا «الما بلقى شبهو الله قبحو»، وهذه مناقضة لكلام الشعراء والأدباء الذين لا يجدون لملهماتهم مثيل. أخيرًا فتش عزيزي القارئ عن شبيه لك بأي طريقة إن شاء الله تتسلبط في هاني سلامة، أو رشدي أباظة زمان، وأنت عزيزتي القارئة رأيك شنو في لميس التركية أو «هناية ديك» ولكن بعد التعديلات؟.