{ والخبراء العشرون الذين يلتقون تحت الليل يجدون أن السودان يشعل الآن ليس لأنه فقير .. بل لأنه.. غني!! ولسبب آخر!! { والأرقام بعيداً عن الشعر تجد أن : وزير المالية يعلن حاجة السودان إلى مليار ومئتي مليون دولار { بينما الصادرات غير البترولية والتي تجلب العام الماضي «300» مليون دولار.. غير البترولية.. نعم.. تجلب «مليار وأربعمائة مليون دولار».. للعام هذا { وأن الضرائب تتخطى ما يقدر لها وتجلب «107%» { وأن الجمارك تتخطى وتجلب «137%» من الربط المقدر للميزانية { وإن الذهب يجلب «250» مليون دولار شهرياً.. شهرياً..!! { وإن بنود الصرف التي تبدأ عادة مع يناير تبدأ العام هذا ابتداء من فبراير.. مما يعني توفير منصرفات شهر كامل.. مليارات. { وإن سندات مستحقة للصرف منذ 30/5/2010 .. مليارات.. مازالت ترقد في خزائن البنك. { وإن خطابات الضمان التي لا تتجاوز مليارين تقفز هذا العام إلى أضعافاً مضاعفة. { وإن ثمانية مواقع للذهب تعطي ملايينها الآن. { وإن توصيل الأنابيب لخطوط النفط الآن تضيف سبعمائة مليون برميل إلى إنتاج النفط.. الإنتاج الذي ظل يحمل السودان منذ يناير. { وإن .. وإن.. { واللقاء يجد أن أموال التجنيب.. وأموال عائدات التهريب وأموال بنود وبنود كل منها يكفي تماماً لمنع زيادة أسعار السلع { لكن { واللقاء الليلي يجد أن تقرير جهات مالية عالمية يشير إلى أن { تونس التي لا تملك شاة واحدة تجني مليارات الدولارات من «الجلود»!! { تشتريها.. وتصلحها وتعيد تصديرها.. بينما السودان أربعون مليون شاة.. يستورد الأحذية.. لأن وزارة ماليته عاجزة. { والتقرير يجد أن بنغلاديش تقوم ميزانيتها على تحويلات المغتربين.. بينما السودانيون «أكثر من مليونين اثنين يجنون ثمانية مليارات دولار» يفشل وزير ماليتهم في جلب مليم منهم لأنهم لا يثقون في سياساته. { بينما.. بينما { واللقاء الليلي يجد أن السيد وزير المالية يعلن أنه كان يرصد الانهيار منذ عام 2010.. { ثم الوزير هذا الذي يجد مجالس إدارات تنفق على عضويتها سيلاً من المال «مرتبات ومخصصات تبلغ المليارات» لا يفعل شيئاً { واللقاء الليلي يجد أن الأموال المستعادة «من التهريب وغيره» تبلغ عام 2011 -502080043 .. وعام 2010- 3104570888 و... و... { واللقاء الليلي يكف عن مطاردة الأرقام لأنه يجد أن ما يقود وزير المالية لإشعال البلاد ليس هو سببه فقر البلاد.. يقيناً. { وإن الرجل الذي «يستفز» المواطنين بتصريحات متوالية غريبة.. ما يقوده ليس هو الأرقام. { وإن الرجل .. بعلم وبغير علم.. يقود البلاد إلى الحريق لسبب عنده هو { ومليارات تصنع الحريق هذا نطلقها.. { وأسئلة تصنع أو تطفئ الحريق نطلقها.. ومنها { المليارات الهائلة هذه.. والتي تستطيع أن تجعل السودان يسبح في العافية.. لماذا وكيف تعجز عن صناعة الحياة وكيف.. وإلى درجة أنها تصنع الموت { والمياه هذه إن كانت تذهب إلى سقيا مزرعة السودان.. كيف عجزت { وإن كانت تذهب لسقيا مزرعة أخرى.. ما هي.. { ولماذا يخفيها الوزير ٭٭ { وعجن سياسي «بالكوريك» للقطاع السياسي يراه الناس الآن { مثلها عجن للقطاع الاقتصادي وإدارات الشركات والمصارف والمؤسسات و... و... يجري الآن { وأسلوب ممتع يدير الأسلوب الجديد { ومجالس الإدارات كل عضو من أعضائها يكلف بأن يحمل مرتبه ومخصصاته على ظهره وهو يسبح للجزيرة. { والنتيجة معروفة { وننشر القوائم إن كان ذلك يصلح { ووجه آخر للأمر كله ننقله عن خبراء ضخام يحملون احتراماً هائلاً. { يحدثوننا عن .. ما الذي يجري الآن.. ولماذا { والحديث يخرج من اتهام العقول إلى اتهام القلوب.