«أنت مستهدَف إذًا فأنت شخص مرموق».. عبارة تتردد كثيرًا بين جلسات الأصدقاء عندما ينحو الحديث نحو العمل ومشكلاته وضغوطه والتعامل مع الكوادر البشرية هناك.. فسوق العمل لا يحتمل الضعفاء فتجدهم يرسمون هالات حول الناجحين بغرض رمي ارصدتهم المرتفعة فناقل الوشاية دائمًا تجده فاشلاً كبيرًا يتنقل بين المكاتب ليلقي بنكتة او خبر التقطه على المدير فيخلق علاقة خاصة معه تمنحه بعد قليل فرصة ان يصبح ذا حظوة عنده فيلقي بملاحظات تبدو بريئة ولكن المستهدف بها زميل اخر هو يكن له حقدًا بسبب نجاحه او ميزاته الاخرى وقد يبدو في الظاهر على علاقة طيبة معه وهو في الحقيقة يضمر له العداء.. «البيت الكبير» توقفت عند هذه الزاوية لتقلي مزيدًا من الضوء... «لا يحيق المكر السيئ الا بأهله» بدأ عز الدين موظف في شركة خاصة حديثه ..اصبح الحسد اكبر من تدفق الدم في القلب ولا يمكن ان تثق في احد يومًا فمن يصافحك اليوم يكون غدًا يدبر لك مكيدة وبالذات الذين يدعون انهم اصدقاء للكل هم الاكثر خطورة ولكن كما قلت لك ربنا يمهل ولا يهمل ويكافئ كل شخص حسب عمله. بدت رندة «اعلامية» غاضبة جدًا وهي تسحب كرسي وتجلس جواري قائلة «دا داير قعده» كلما غادرت البيت تجاه العمل اقرأ تمائم الحسد لان العمل اصبح غابة، الفوز فيها للاكثر شراسة والمنافق دائمًا يكسب لانه يدبر الكذبة ويروج لها «ما بخاف الله» وزمان اهلنا قالوا «المابخاف الله خافوا» تصوري ان تأتي لمحل العمل وانت تفكر في جيرانك في المكتب وكيف ستتعامل مع ايذائهم اللفظي الملتوي.. واكثر مايضر باجوائنا الاعلامية هو الفرق التي تعمل مجتمعة ضد فرد فتجد الفريق يروج لكذبة ضدك ويتم نشرها بالتبادل حتى يظن المدير انك فعلاً مذنب ولكن اقول ان كل انسان يجد حظه في الحياة حسب نواياه. ورغم غضب رندة من السوء الذي يحيط بها الا ان سيدة زميلتها تعاملت مع الامر ببرود وهي تقول: هذا هو عالمنا الآن طالما انت متميز انت مستهدف من الناقصين»! بدات سلم النجاح خطوة بخطوة واعرف كيف يفكر الدخلاء على المهنة وطالما انت ناجح وقادر على العطاء لن تحمل هاجس البقاء في المؤسسة على عكس الشخص الذي يعجز عن العمل في مؤسسة غير التي بنى فيها لنفسه صرحًا بالاكاذيب سينهار بخروجه منها لذا انا لديّ ثقة بنفسي فلم اهتم للمتطفلين؟. هم اشخاص معروفون في كل المؤسسات تعرفهم بسيماهم.. بدأ عبد الرحمن مهندس حديثه بهذه العبارة.. ليس في كلامي مبالغة بمجرد ان تنظر اليهم تعرف اي نوع هم.. لو كنت انا المدير لقيمت الشخص بانتاجه فقط هم يجهلون الدين ويجرون خلف الدنيا ينسون يوم الحساب والعقاب وكل نفس بما كسبت رهينة.. انا اهتم لعملي وصلاتي واتقن عملي واترك لهم مهمة زيادة رصيدي من الحسنات. هدى «ربة منزل» قالت وهي متحسرة تركت العمل بسبب المضايقات التي انعكست على اسرتي.. كنت اعمل في العلاقات العامة ونظرًا الى ان زوجي ميسور ولا اضطر الى انفاق شيء في المنزل ظلت ميزانيتي للبس مفتوحة مما اثار جنون زميلاتي.. لا ادري لماذا يحسدوننا فيما انعم الله به علينا من شكل ومال؟ لو انتظرت كل واحدة لجاءها النصيب باكثر مما تشتهي نفسها. وترى استاذة علم الاجتماع سلافة بسطاوي ان هذا السلوك يؤثر على طبيعة العمل ويؤدي الشخص عمله بلا اهتمام بل يكون هناك تقصير في اداء المهام التي توكل اليه ويشعر بان عمله يحتاج الى مراجعة وبالتالي يشعر بانه اقل من الآخرين وبالتالي يسعى الى زرع التشويش والقلقلة في مكان العمل هذا ما يخص الشخص الاقل كفاءة الذي يقوم بعمل اسقاطاته على الاشخاص الفاعلين فالشخص الذي يسعى لاثبات ذاته من خلال التسلق على ظهر الاشخاص الاكثر كفاءة منه وهذا يؤثر على بيئة العمل والجو يصبح مشحونًا بالتوترات مما يؤثر على الانتاج والدخل الاقتصادي.