مع اقتراب العام الدراسي أو مع بداية كل عام دراسي جديد تشتد وطأة الضغوط الاقتصادية على الأسر السودانية وتتبعثر ميزانية رب الاسرة في ظل وقوف الدولة مكتوفة الأيدي وهي تجلس على مقعد المتفرجين تجاه قضايا التعليم المتشعبة، وفي ظل عدم مجانية التعليم تبدأ الأسر مع بداية كل عام دراسي رحلة البحث عن الدعم لشراء مستلزمات الدراسة لأبنائها من «زي مدرسي كراسات وأقلام ومستلزمات مدرسيه أخرى» ومن هذه الأسر من يشرع في بيع ممتلكاته على قلتها للإيفاء بالتزامات الأبناء والأطفال في هذه المرحلة المهمة ويفشل آخرون وأولئك هم من فئات ذوات الدخل «المهدود» والمحدود معًا غير أن جهات محددة تستطيع فك كربة هؤلاء المكروبين عن طريق البرامج التي تنظمها وذلك بفضل حسن قيادة إدارة تلك المؤسسة في ترتيب أولوياتها والصرف المنظم وفق الخطط الموضوعة. إلى ذلك فقد نظم ديوان الزكاة بالولاية الشمالية خلال الايام الماضية برنامجًا اسماه «مشروع توزيع الحقيبة المدرسية للعام «20122013م» حيث اشتملت تلك الحقيبة على توزيع كل المستلزمات المدرسية باستهداف شريحة الطلاب الفقراء حيث وصل عدد الحقائب إلى حوالى «7» آلاف حقيبة مدرسية، والي الشمالية فتحي خليل الذي خاطب اللقاء أثنى على طريقة عمل ديوان الزكاة مشيرًا الى ان السودان أصبح نموذجًا يحتذى به للعديد من الدول في برنامج تطبيق شعيرة الزكاة، مشيدًا بالدور الذي يقوم به ديوان الزكاة بالشمالية ومساهمته في البرامج «الخدمية التنموية مشاريع مكافحة الفقر بالاضافه إلي دعم التعليم والذي يأتي في إطار المحافظة علي الصدارة »، كما أشاد والى الشمالية بأداء الديوان والذى وصلت فيه نسبة الجباية الى «90%» حتى الآن,وذلك بفضل حسن الادارة والتخطيط وشدد والي الشمالية على أهمية وصول الزكاة لمستحقيها والذى يتطلب دورًا أكبر للجان القاعدية، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي ضمن الإصلاح الادارى والمالي الذى تنفذه حكومة الولاية، من جانبه أوضح مدير عام الزكاة بالشمالية محمد احمد عبدالله ان هذا المشروع يأتي فى اطار تعظيم شعيرة الزكاة بالولاية ولدعم مسيرة التعليم وذلك عبر رعاية الطلاب الفقراء والأيتام وأبناء الشهداء مشيرًا الى ان تكلفة هذا المشروع وصلت الى «50» الف جنيه وراعت مبدأ العدالة والتعداد السكاني وأضاف «انه حتى يتم إعطاؤها للمستحقين تم إسناد أمر توزيعها لمديري المدارس بالتعاون مع اللجان القاعدية وذلك ترسيخًا لمبدأ الأخذ والعطاء وتكامل الأدوار بين الديوان وشرائح المجتمع كافة والمنظمات».. إلى ذلك فقد اشتمل الاحتفال على تكريم الطالبة الأولى على مستوى الولاية الشمالية رنا عوض حامد والتى أحرزت الدرجة الكاملة فى امتحان شهادة الأساس العام الماضي، كما شمل الاحتفال تسليم شنطة الجريح لرئيس اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار بالولاية والذى نفذته رابطة المرأة العاملة بديوان الزكاة بالشمالية دعمًا للمجاهدين فى الثغور ومناطق العمليات. عمومًا يبقى أن نقول إن قطاع التعليم هو من القطاعات المهمة وتعليم الأبناء هو رأس المال الحقيقي للأسر لذلك لن تساوم الأسر مهما كلفها الأمر في عملية تعليم أبنائها غير أن على الدولة أن تعمل على دعم إدارات التعليم بالمحليات بالموارد المالية لتوزعها على المدارس فيما يتعلق بعملية التسيير لأن عدم وجود مال التسيير يجعل إدارات تلك المدارس تلجأ إلى جيوب الطلاب حتى تسد ذلك العجز ولذا على الدولة أن ترتب أولوياتها في الصرف بدلاً من بعثرة الأموال في مشروعات لا تعد مهمة.