ونناظر اعلانات متناثرة.. إلى المهتمين فقط والجادين مطلوب لوحات فنية زيتية للفنانة العراقية! ...فلان من الجزائر.. لوحة زيتية رائعة ونادرة للفنان صلاح طاهر 1940م على الخشب مقاس 90 65 فرص لا تعوض! .. واخرى.. لوحة فنية قديمة مصنوعة من لوح فاخر.. ! وأخرى لوحة فنية نادرة للفنان العالمي فان كوخ تعود لاكثر من مائة عام، جميع المستندات والملكية موثقة.. واخرى وأخرى اعلانات مبوبة على صفحات الانترنت تسوق لاعمال تشكيلية معاصرة وذات عراقة وشهرة أطالعها فتنتابني الغيرة على لوحات واعمال التشكيليين السودانيين الذين يعملون إن لم يكن جميعهم في ظروف استثنائية.. تتعدد وتتنوع ولا يتوقفون.. والمعارض التشكيلية كل يوم تعلن عن نفسها واشخاصها خلاصة تجربة وفكر مجسد على الورق أو أية خامة أخرى.. وتتكدس الأعمال وتقام المعارض والتوكل على الله، إما بيع ونفاد اللوحات من المعرض، او تبقى اللوحات كما هي على جدران المعرض رغم الأعين التي نظرت والعقول والأحاسيس التي تذوقت والألسن التي تساءلت والأعين التي اندهشت! ويسدد الفنان الإيجار والضرائب وكل منصرفات المعرض.. وعلمت انه حتى اولئك المسؤولين الذين تتشرف تلك المعارض بهم لا يكلفون أنفسهم عناء شراء لوحة حتى ولا بسعرها الأساسي ناهيك السعر التشريفي والتقديري والتشجيعي للوحة، كأن يفتتح المعرض ويشتري اللوحة بعشرة أضعاف ثمنها مثلاً.. حدثني التشكيلي أحمد الشريف ذات مرة أن سعر اللوحة لدينا تتداخل فيه عوامل عديدة.. تجربة الفنان وطولها والمواد المستخدمة، ووقت الاستغراق الفعلي في اللوحة واشياء اخرى كما العالم، وانه تتراوح الأسعار التي تقاس بالعملة الصعبة لأن اللوحات تتنقل بين البلدان حيث يوجد جامعو اللوحات المختلفة وتتراوح بين مائة دولار الى 70 الف دولار. من الأشياء التي تنعش الامل وتبعث التفاؤل فينا ؛ النظر والتمتع بالأعمال واللوحات الفنية، عوالم تدخل اليها وتعيش بداخلها عالمك الخاص، اذا زرت معرضًا او قلبت صفحات تهتم بالفن التشكيلي أو راقبت عملاً فنيًا يفجر على صفحة بيضاء على رصيف في شارع النيل!