قديماً تحرص الأسر السودانية على إحضار الذرة إلى الطاحونة ليتم تحويلها إلى دقيق (تدقيقها) ونجدها في كل الأحياء سواء أكان في العاصمة أم الولايات وكل امرأة تمتلك (قفة) مخصصة للدقيق تذهب بها إلى الطاحونة حيث كان قديمًا الدقيق «فريش» ومن الطاحونه إلى المطبخ حيث تعتبر الطاحونة نقطة تلاقي أو مكان تواصل اجتماعي يجمع بين الجيران والأصدقاء ومعرفة الأحوال الاجتماعية وكذلك ملتقى للأطفال في الولايات خاصة إذا كانت الطاحونة أمامها شجرة يقضون فيها وقت الانتظار باللهو وهي تعتبر من ضمن البرنامج اليومي وجزءًا من مسلتزمات المنزل وفي بعض ولايات السودان وخاصة ولاية دارفور تتجمع السيدات في مناسبات الأفراح التي تتمثل في العرس أو الختان للذهاب إلى الطاحونة لطحن الذرة للمناسبة لضمان وسلامة الذرة التي بها عدة أنواع تتمثل في «الطابت ودعكر الدامرقة والذرة والقمح» كذلك تحرص كل السيدات على إحضار «الزريعة» إلى الطاحونة من أجل صناعة وإعداد الحلو مر أو الآبري.. ولكن في الآونة الأخيرة اندثرت الطاحونة بدخول المصانع الحديثة التي تقوم بصناعة الدقيق الجاهز وأيضًا إيقاع الحياة السريع حتم رواجها.. إلا أن بعض الولايات ما زالت تحتفظ بهذه العادة. البريد.. (هيبة الخطاب المكتوب) كتبت: منى النور يعد البريد من المؤسسات العريقة التي شكلت وجدان الشعب السوداني اجتماعيًا وثقافيًا واجتماعيًا فالأغنية السودانية لم تخلُ من مقاطع تمجد البريد في زمانه ومدى الاهتمام الذي كان يحظى به في المجتمع (مالو تاخر بريدو) وغيرها من الأغنيات ولكن تلاحظ أن الدور الذي كان يلعبه تراجع في السنوات الأخيرة في ظل ثورة الاتصالات السريعة ونافست الرسائل الإلكترونية الرسائل الورقية فلم يعد هناك من يهتم بتسطير خطاب لشخص غاب بعيد بل يكفيه ضغط زر صغير في جهازه ومن ثم يصل صوته عبر الأثير واليوم دخل الفيس بوك والتويتر كوجه جديد للتواصل الاجتماعي وأصبح من أسرع وأبسط الوسائل للتواصل واندثرت معه الكثير من الوسائط القديمة وشجعت وسائل الإعلام الكبار على دخول مواقع التواصل عبر إعلان جدو أونلاين وحبوبة ومسجاته.. فما بين البريد والفيس بوك والتويتر أصبح الشباب يجتمعون ويشكلون مجموعات يمكن أن تسهم في تشكيل وجدان الشعب وبرغم التطور والإقبال على تلك المواقع والزخم الذي خلقته وسط الشباب والمجتمع لم تصل حتى اليوم إلى مسامعنا أية أغنية حول رسائل الإنترنت أو الفيس بوك أو حتى التويتر.