دخل السيد زنكلوني غرفة ابنه، فوجده مستلقيًا يتأمل ما يجري من أحداث وقد سيطرت عليه حالة من الإحباط بسبب ما ظل يطالعه في الصحف والإنترنت والفيس بوك وقد جرى بينهما الحوار التالي: مالك ياولد، الليلة شايفك ما علي بعضك. - والله يا أبوي بصراحة محبط من كلام الجرايد عن الفساد، في أجهزة الحكومة. يا ولدي كلام الجرايد دا استهداف إمْبِرْ... - «الابن يقاطعه بحزم » بس بس، ما تكمل الأسطوانة دي سمعناها كتير، والله طفل في الروضة ما بتقنعو. الناس البقولو كدي ديل شذاذ آفاق ومرجفين ومندسين. - خلاس يا أبوي من الليلة دي اعتبرني شاذ أفقيًا ومندس.. ترضى إنك تكون في صف العملاء والمأجورين وتخلي صف انصار شريعة النبي اللي بصومو كل إتنين وخميس.. - يا أبوي شريعة النبي سلوك وعدالة اجتماعية وصدق وأمانة ونزاهة، والفساد يا أبوي للأسف طال حتى المؤسسات الدينية.. دا كلام جرائد بايرة، دايرة تبيع، وبعدين يا خي الناس اتكلمت في صحابة النبي، خلينا نحنا، عشان كدي لازم نصبر ونحتسب.. دا استهداف إمبريا.... - «الابن يضع يده علي فم والده» : عليك الله يا أيوي ماتكمِّل الكلمة دي أنا بسمع فيها تلاته وعشرين سنة والله قاعدة تهيِّج مصراني. دا إنت بتقول كدي وأمال الناس التانيين يقولو شنو؟. - الناس التانيين ما قادرين إقولو أي حاجة من شدت ما مندهشين. أيوا مندسين ... - يا أبوي مندهشييييييييييين. لا والله نحنا الشعب بحبنا في الله وما شايف بديل غيرنا، وكل يوم يثبت لينا كدي، والدليل قدامك أهو كلما نضغطو بحبنا أكتر وبعرف إننا على حق، لأنو هو عارف إنو طريق الشريعة دا طريق ابتلاءات، وحصار وضغوط اقتصادية، وغلاء اسعار وهو قطعًا طريق الصحابة. - يا أبوي، هل الصحابا كانو بقعو هبر في بيت المال كدي؟؟شي حوافز وشي بدل لبس وشي تزاكر سفر شي علاج بالخارج؟. ذاتو غير كدي قعدتو كتير أدو فرصة لغيركم. نحنا كان فكّيناها ليهم الإسلام دا بضيع، وأوعك تفتكر نحنا مكنكشين فيها كدي لي سلطة ولاّ جاه، لالا نحنا حرصنا دا كلو عشان الدين بس.