«جاء في الأخبار أن مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق المهدي ،عزا ما اعتبره تطوراً كبيراً في علاقات السودان مع المجتمع الدولي إلى المواقف الوطنية السليمة التي انتهجتها الحكومة، والتي تحفظ السلم والأمن الدوليين، وبالتالي لا داعي للالتفات إلى دعوات المعارضة لحكومة انتقالية، أو مؤتمر قومي أو التوافق على أجندة وطنية ؟؟!!!» لكم أن تتخيلوا معي هذا السيناريو بين الإمام الحبيب الصادق المهدي ونجله «الأمير» عبد الرحمن بعد سماع الأول إلى تلك التصريحات: الإمام: التصريحات المنسوبة ليك في الجرايد دي أكيد مفبركة، ونقْلها ما كان أمين، أنا غايتو قلتا كدي، ولاّ شنو؟ الأمير: لا يا أبوي دا رأيي، الجرايد نقلتو زي ماهو..!! الإمام: يعني إنت شايف فعلاً إنو في تطوُّر في علاقات السودان بالمجتمع الدولي نتيجة للمواقف الوطنية السليمة التي انتهجتها الحكومة؟! الأمير: نعم ،«أحسبه» كذلك.. الإمام مندهشا: و«تحسبه» كذلك كمان!! والله أخير الأولى ...وإيه كمان «تحسب» تاني يا«شيخنا»..؟ الأمير: أحسب إنو بعد هذا التوفيق من الله سبحانه وتعالى، ما في داعي للالتفات لدعوات المعارضة المغرضة لتكوين حكومة انتقالية. الإمام: وشايفك كمان قلتا إنو ما في داعي لأي مؤتمر قومي ولا توافق حول «أجندة وطنية»!! الأمير: طبعاً من ناحية تأصيلية، الأجندة الوطنية والمؤتمر القومي، ديل ما عندهم أصل في الدين، دي كلها أفكار علمانية لذلك نحنا نعمل على تأصيل هذه المعاني، وتنزيلها على المجتمع إن شاء الله!! الإمام: والله أنا لما قريت في العناوين بتاعة الجرايد: مساعد رئيس الجمهورية يقول لا داعي للتوافق حول الأجندة الوطنية، ولا داعي للالتفات للمعارضة، والله قايل دا نافع، أصلو ما كنت فاكرك دا إنت... الأمير: نحن هنا لا نتكلم عن أشخاص بل نتكلم عن أفكار ومشروع وآليات وأهداف كلية ومقاصد شرعية، لأن الحاكمية لله، نحن ما خُلقنا إلا للعبادة وإعمار الأرض لأننا مستخلفين فيها. «الإمام وضع كفيه على خديه وبدا محتاراً كما لم يحتر من قبل وحدِّق ملياً في وجه الأمير..!!!» في هذه الأثناء رنَّ هاتف الأمير فإذا بالنغمة: «في حماك ربنا في سبيل ديننا ...»!! عندها لم يجد الإمام ما يقوله سوى: انت منو؟ انت ما عبد الرحمن!!