* كثيرة هي النوادر والطرائف السياسية التي تدور حول السياسيين وتلك التي يصنعونها، في أحلك الظروف، ولعل أجمل المواقف الطريفة تلك التي تحدث لهم في السجون والمعتقلات... ومن هذه حكى لي القطب الاتحادي الكبير ووزير الإسكان الأسبق عمر حضرة عن طرائف كثيرة حدثت لهم في سجن كوبر أيام انقلاب الإنقاذ، حيث كان معه عدد كبير من زملائه السياسيين من قيادات الأحزاب في السجن، وبينما هم في الزنازين التي لا تتجاوز مساحة الواحدة منها سوى مترين، كان أحد القيادات «ذكر اسمه» قلقًا جدًا ومنزعجًا من حكاية الاعتقال والزنزانة لأنها كانت المرة الأولى التي يتعرض فيها للاعتقال، يعني الراجل زي كان متجرس شديد، المهم عندما أرخى الليل سدولة وبينما هو داخل زنزانته بدأ يتلمس على الحائط ويسأل بإلحاح شديد وصوت عال: «إنتو يا جماعة مفتاح النور بي وين؟؟!!»- سنة يا أنا داير ليك كمان نور في الزنزانة، لا أحسن نجي نركب ليك مكيف.. هكذا كان يتّرْيق عليه حراس السجن .. * لكن الطرفة الأكثر إثارة تقول: إن ذات القيادي «الحاج جرسة» سمع بأن هناك مستشفى داخل السجن لمرضى السكر ولا يُسمح لأي شخص آخر من المرضى بالإقامة بالمستشفى إلا إذا كانت حالته متأخرة، في هذه الأثناء ادّعى صاحبنا أنه مريض بالسكر ليرتاح بالمستشفيى وتوجه للفحص وطفق يبحث في أوساط زملائه المعتقلين عن مرضى السكر وتحديدًا عن أشخاص «سكريهم» مرتفع، ولحسن حظه وجد بالمستشفى أحد زملائه وهو عضو معه بالحزب ومن مرضى السكر وقد جاء هو الآخر للفحص وما إن وجده، حتى أخرج له فتيلاً صغيرًا من جيبه وهو يقول: «لو سمحت ياخي هاك الفتيل دا ولمن تدخل الحمام تكُبْ ليْ فيهو حبة شوية، لافي من الصباح كايس واحد عندو سكري مالقيت»، استجاب صاحبه لطلبه رغم غرابته وشذوذه , شذوذه دي حلوة صاح- وتكرم له بقطرات من العينة في الفتيل، وأخذ هو الآخر قطرات من نفس العينة في فتيل آخر وذهبا للفحص، لكن المفاجأة كانت أن نتيجة الفحص أظهرت أن «حاج جرسة» مريض بالسكر وصاحبه المتبرع له معافى.!!!! كاد صاحبه أن يجن ويكشف الملعوب، وهو يسأل نفسه: دا كلام شنو، العينة حقتي أنا، ومصدرها واحد، كيف أنا المريض أطلع نصيح وأمشي الزنزانة، والزول المستهبل دا يطلعو عندو اربعة صلايب ويمشي يرقد بالمستشفى، مع إنو دي صلايبي أنا ذاتو..!!!وكل ما في الأمر فإن اول «البول» كان يحتوي على السكر بخلاف آخره الذي أخذ منه صاحبه الحقيقي.