أشهر المقالب السياسية... حكايات من داخل سجن كوبر حكى لي الشيخ عمر حضرة وزير الإسكان الأسبق طرفة حدثت لهم في سجن كوبر، ونشرتها في هذه الزاوية في وقت سابق، ولا بأس من التذكير بها، وهي أن اثنين من قيادات الحزب الاتحادي كانوا معه بالسجن، وكان أحدهما جرسة شديد، فطلب هذا القيادي الجرسة من صاحبه الآخر المريض بالسكر أن «يسلفه» قطرات من بول في «فتيل» لفحصها بغرض الإفلات من الزنزانة والاسترخاء في العنبر المُعد لمرضى السكر، وكانت المفاجأة أن المريض طلع سليم والمعافى المستهبل ظهرت له أربعة صلايب، علمًا بأن العينة من البول مصدرها واحد!!! انتهى... أما الطرفة التي أنا بصدد ذكرها اليوم والتي ارتبطت بسابقتها، فهي أن الشيخ عمر حضرة كان قد ذكر لي أسماء القياديين المريض بالسكر، وصاحبه الجرسة المستهبل الذي ضلل «العدالة» بحركته العجيبة تلك، لكني قمت بحذف الأسماء رفعًا للحرج عن القيادييْن وأسرهما، واكتفيت بالإشارة إليهما بلفظ «قيادييْن بارزيْن»، بعد نشر هذه الطرفة، هاتفني الشيخ عمر حضرة: يا أحمد التاي يا ولدي ما بالغت لاكين... !!! في هذه الأثناء شعرت بالحرج وظننتُ أني قد نشرت سرًا أؤتمنتُ عليه، وظننتُ أن الشيخ عمر حضرة لم يكن يريدني أن أنشر هذه الطرفة، وفي ثوان قليلة ذهبت بي الظنون مذاهب شتى، خاصة وأن شيخ عمرحضرة ممن أكنُّ لهم الاحترام الشديد، والتقدير الذي لا يحتمل المراء، لكن سرعان ما زال قلقي مع ظنوني المزعجة عندما بادرني حضرة بالقول: ياخي مالك حذفتا اسماء الجماعة ديل، كان تذكرهم بالاسم، الحكاية دي هم عندهم عادية جدًا، وطوالي بحكوا بيها في المجالس بدون أي تحفظ، وبتباهو بيها كمان، ولو كنتا ذكرتا أسماهم إمكن كان حيتبسطوا ذاتو !! قلتُ في نفسي اتبسطو من شنو؟ أصلو الناس قايلة نفسها قابلت شريف نيجيريا!!!... بعد انتهاء مكالمة الشيخ عمر حضرة طاف بذهني كثير من المقالب التي «يُدبسْ» بها السياسيون زملاءهم وخصومهم ونحو ذلك، و«بالطبع» كانت حاضرة عندي آنذاك «دقِّيسة» الترابي لي ناس الصادق المهدي والميرغني هو قاعد معاهم في السجن، وما عارفين هو اللي سجنهم وسجن نفسو معاهم، قلتُ في نفسي دي قويّة والله أقوى من بتاعة «الفتايل»!!!