٭.. لما كان الفريق فتحي أحمد علي ينكبّ على الكلمات النهائية ليلة 72/ يونيو 9891 وهو يعد لانقلابه.. كانت التقارير تتدفق من فوق مكتبه.. ٭.. تقرير عن أزمة الوقود والصفوف.. ٭ والعربات كانت ستمائة ونيف (... والشهر الماضي 2102 الإحصاء كان يجد أن العاصمة تزدحم بأربعة آلاف وخمسمائة عربة) ٭.. والتقرير عن (الشارع) وأزمة الوقود كان يورد طرفة ٭ وفي الطرفة المواطن يقول لصاحبه : أمس كنت أقف في نهاية صف البنزين.. وهكذا حصلت على الوقود في دقائق.. قال هذا:.. كيف؟! وأنت في آخر الصف؟ قال الأول يستنكر السؤال : نعم.. لأني كنت في آخر الصف.. وآخر الصف كان في ليبيا.. ٭ وتقرير عن وفد الحكومة والجيش الذي يتجه إلى أديس أبابا للتفاوض مع وفد الحركة ٭ .. وفي التقرير أن الوفد يظل عاجزاً عن السفر لأربعة أيام لأن خطوط الهاتف عاجزة عن الاتصال بإثيوبيا ٭ واتصل الآن من هاتفك بالثريا أو المريخ ٭.. والوفد يومئذٍ كان يتكون من اليساريين (بقادي.. وتيسير مدثر و... و...) ٭ وتقرير الإذلال الذي يعود به الوفد وهو في غاية الابتهاج كان على مائدة الفريق فتحي ٭ ومن الأوراق المبعثرة تقرير عن إحباط الانقلاب الأخير ( في 91/ يونيو 9891) .. والمعتقلون منهم عمداء (صلاح وعثمان وعلي ومحمود.. ومقلد.. والزبير محمد صالح و...) ٭.. ومن الأوراق المبعثرة تقارير عن الجوع والانهيار والخراب.. ٭ .. ثم تقرير من سطرين يحمل من الإيحاء ما يكفي ٭ ففي المحادثات لما كان وفد الحكومة يقبل بكل شروط الحركة الشعبية (إلغاء الشريعة وإلغاء الدفاع المشترك مع مصر و...) كان إلحاح الحركة على إبعاد كل مظهر للإسلام يجعل السفير البريطاني يسأل الوفد هناك قال: أنا في الخرطوم منذ سنوات.. ولم أشهد تظاهرة واحدة هناك تطالب بإلغاء الشريعة.. لماذا تتولون أنتم المطالبة بإلغاء دين لا يريد أهله إلغاءه؟! ٭.. ولم يجيبوا.. وعدم الإجابة كان يعني أنهم يريدون ما هو وراء ذلك ٭.. استعماراً لا يسمح لك حتى بالإله الذي تعبده.. (6) ٭.. وكان الشيوعيون وأتباعهم في إشارة تشبه إشارة الحركة الشعبية للدين يحتفلون بالعام الرابع لإعدام محمود محمد طه (وحتى الآن يحتفلون) ٭ لأنه يمثل (الدين) الذي يريدونه ٭ وعام 9002 مركز الخاتم عدلان الذي يقيم الاحتفال المئوي بميلاد محمود محمد طه كان المتحدثون فيه هم نسخة (أصلية) من وفد أديس أبابا عام 98. ٭.. ودرجات الأمر كان الإسلام فيها تعاد صياغته بحيث يصبح خشم بيوت ٭ إسلام من يسمون أنفسهم مثقفين.. وهو رفض للإسلام بإسلام (متطور).. نموذجه احتفال هؤلاء السنوي بمحمود محمد طه.. ٭.. وإسلام عند أهل المكر السياسي يشرحه منصور خالد في حديثه ليلة الاحتفال بذكرى محمود.. قال: الفصل بين الدين والدولة في الغرب ليس هو ما تتصور.. ٭ هناك الدولة لا دين لها.. نعم.. لكن المجتمع له دين.. (ودين متعصب يقود حربه ضد الأديان الأخرى). ٭ وراجع منبت المنظمات وما تفعل ٭ وعند العامة إسلام هو إسلام صاحبة العرقي صاحبة الطرفة ٭ .. والطرفة تقول إن بائعة العرقي أيام الإنجليز كانت تخص رجلاً إنجليزياً (خواجة) بمشروبه الخاص «الويسكي» كلما هبط عندها ٭ وذات يوم الخواجة يرفض الويسكي ويكرع كأساً روية من العرقي السوداني ٭ والمرأة تنظر إليه في دهشة ثم تطلق زغرودة مجلجلة وهى تقول : .. الخواجة أسلم ٭.. و.. بقية أهل الصورة الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية يرسمها التقرير الذي يكتبه فتحي أحمد علي ٭ وفيه حيثيات ممتعة ٭ منها رصده لكل تحركات الإسلاميين داخل الجيش وداخل القطاع السياسي و.. و.. ٭ وضرورة قطع الطريق عليهم.. كان حديثه عن بعض الضباط يقول ٭ عميد (محمد ... م) عقيد حسن، عقيد عبد الرازق، عميد، عقيد.. ٭ ثم اتهامات مخيفة ٭ ثم نسج لسخط الجيش للهزائم وسخط الشارع العام للضائقة الممتدة ٭ .. ثم تقرير مخيف مذهل عما تقوده السفارات في السودان ٭ .. وصلاح أحمد إبراهيم الشاعر الشهير ٭ (رحمه الله) كان يكتب في صحيفة الأيام مقالاً يوجه فيه للصادق المهدي قوله إن : سفير دولة أوروبية كبيرة يحدثنا أنه هو من يقوم بتشكيل حكومة السودان.. وقادة الخدمة المدنية والجيش ٭.. وصلاح يتحدى الصادق المهدي يقول له : ننشر اسم السفير هذا في مقال الأسبوع القادم على شرط واحد هو أن يتعهد الصادق المهدي بطرد السفير هذا ٭ والصادق لا يرد.. لسبب بسيط هو أن الأمر كان قد خرج من يده تماماً ٭ وأصبح «رسن» السودان في أيدي قرنق تماماً. ٭ ونحكي.. نحكي عن لماذا جاء أهل الإنقاذ عام 9891م. ٭٭٭٭ ٭ بريد ٭ السيد الذي يحدثنا عن تدخل رجالي في معسكر خولة بنت الأزور بمدينة الجريف ٭.. عفواً.. لعلك تقصد معسكراً آخر وجريفًا آخر!! ٭ أستاذ إسحق وزير العدل يطلق ثورة ضد الفساد (ع) ٭ أستاذ عين .. نصفق للسيد وزير العدل حين يكتب قرارات ثورته هذه على ظهر ملف قضية (مدحت).. وظهر ملفات لا تنتهي. ٭ أستاذ دراسة نقدمها للرعاية الاجتماعية تكفل عشرات الأيتام.. وليس هذا هو الأمر.. الأمر هو أنها لا تكلف الدولة مليماً واحداً.. والدراسة يطرب لها دكتور الأصم.. وآخرون.. ونسعى منذ أربعة شهور للقاء الأستاذة وزيرة الرعاية.. ونفشل.. ونفشل (ميم) من المحرر: .. أسيادي الشهيد الدولب والشهيد الدولب.. انظروا ماذا تفعل حبيبتكم مشاعر الدولب.. وأنقذوها من بعض من حولها.