أعجبني كثيراً كاريكاتيرًا وضع على صفحات الفيس بوك جسَّد فنانُه امرأة تجلس إلى جوار زوجها (في عنقريب هباب) وسألته ببراءة: (البرنامج الانتخابي يعني شنو؟) فقال لها: (قبل العرس مش كنت بقول بعمل ليك وبعمل ليك و... و... بس ياهو زاتو)، ضحكتُ كثيراً في هذا التعبير المقتضب الذي وضعه فنان الكاريكاتير وتذكرت مرشح ولاية البحر الأحمر في زمان مضى الذي وعد ناخبيه بأنه سوف يشيِّد جسرًا بين عروسي البحر الأحمر (بورتسودانوجدة) في حالة فوزه.. وغير ذاك المرشح هناك الكثير من نواب الدوائر الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً قبل (معركة) الانتخابات وكل من سمع حديث أولئك المرشحين لأجزم بأن الدنيا ستتغير بعد هذه الانتخابات وبدأ الكثير من البسطاء يحلمون بأوضاع جيدة وخدمات جيدة و... و.... وقائمة تطول من الخدمات التي من المفترض هي البرنامج الانتخابي الذي وضعه كل مرشح أمام ناخبيه وعليه تم إعطاؤه الأصوات، وما زال بعض نواب الدوائر غافلين عن ناخبيهم إلا أن بعضهم قد يكون شعر بالتقصير في الفترات السابقة وعزم على تقديم الخدمة لناخبيه حتى يرضي ضميره، وهذا أفضل كثيراً من الذين ما زالوا يغطون في ثبات عميق لا يشعرون بأهل دوائرهم وربما لا يزورونهم حتى في السراء والضراء.. وسررت جداً بجلوس الأخ مالك عبد الله مع بعض شباب قرية السليمانية شرق التي تعتبر جزءًا يسيرًا من دائرته الكبيرة والفقيرة، واستمع لبعض قضاياهم ومشكلاتهم في العديد من المحاور منها التعليمية والرياضية والخدمية، ووعد الرجل ببذل جهود مقدرة لإيجاد حلول لهذه المشكلات التي أرقت مضاجع أهلنا في السليمانية، وقال لي بعض شباب القرية إن اللقاء حضره أكثر من ستين شابًا وهو عدد لا بأس به مقارنة مع الظروف الطبيعية من هطول الأمطار وغيرها من الأسباب التي حالت بين البعض ونائب دائرتهم من طرح القضايا المهمة، وأهم ما وعد به نائب الدائرة هو صيانة المدارس وتسوير ملعب كرة القدم وتنجيله وترميم المركز الاجتماعي وغيرها من الأشياء، وإن لم يفعل مالك شيئًا في تلك القضايا فإن جلوسه إلى الشباب والاستماع إليهم يعتبر خطوة إيجابية في طريق الاهتمام بخدمات السليمانية التي تعتبر جزءًا من دائرته ونرجو أن تتكرَّر مثل هذه اللقاءات مع شباب طيبة واللدية وكل قرى أم أرضة حتى يحقق لهم نائبهم ما يستطيع تحقيقه من خدمات، ونحن نعلم مقدرته على تحقيق الكثير من الخدمات إن وضعها في الحسبان.