أقسم النائب البرلماني لإحدى دوائر الخرطوم أن ما قدمه لبعض قرى الخرطوم قبل دخوله لقبة البرلمان يفوق ما أنجزته المحليات، وبدأ يسرد قائمة طويلة من إنجازاته قبل «لف العمة» والاتكاء على العصي والتوسد في الكراسي الوثيرة تحت قبة برلمان الشعب، ولم يذكر ذاك النائب أي مشروع سعى إليه بعد فوزه في الانتخابات، وكثيرون هم نواب الشعب الذين لا يقدمون ولا يؤخرون لناخبيهم الذين فضلوهم عن غيرهم للدفاع عن حقوقهم ومكتسابتهم، ولا يسألون حتى عن البسطاء الذين يحتاجون للكثير من الخدمات الضرورية والتي من المفترض أن نوابهم في البرلمان يسعون لتحقيقها لهم، تذكرت إغفال نواب البرلمان عن قواعدهم وأعيني ومن معي من الصحافيين بحثت كثيراً عن نائبي الريف الجنوبي في البرلمان والمجلس التشريعي لولاية الخرطوم ونحن نشارك أهل السليمانية غرب في العديد من المناشط والفعاليات التي أُنجزت بواسطة الاتحاد الوطني للشباب بولاية الخرطوم وبتعاون مع شركة سودابيست واللجنة الشعبية بالقرية، فلم نجد الشيخ دفع الله حسب الرسول وهو يستقبل ضيوف القرية ولم نصادف الشيخ سليمان إدريس وهو يشرح احتياجات شباب القرية للأخ بله يوسف، فدهشت من غياب الرجلين، وإن وجدنا العذر للشيخ سليمان الذي لا يزال طريح الفراش الأبيض بعد حادث كان قد تعرض له في وقت سابق فإننا لا نجد العذر للشيخ دفع الله الذي قدمت له الدعوة ووعد بالحضور ولكنه لم يفعل، وقبل احتفال أهلنا في السليمانية غرب كانت شقيقتها السليمانية شرق قد شهدت نفس البرنامج قبل أكثر من عشرين يوماً وكذلك غاب عن ذاك الاحتفال نائب الدائرة في البرلمان الأخ مالك عبد الله، وتكفل شباب اللجنة الشعبية باستقبال الضيوف وشرح احتياجات القرية للأخ معتمد جبل أولياء الذي أشاد بما أُنجز من عمل بفضل قيادات اتحاد الشباب الوطني وتعاون ومجهودات اللجنة الشعبية وشباب القرية، وهذا الغياب لنواب الدوائر البرلمانية في السليمانية شرقها وغربها أثار العديد من علامات الاستفهام والتعجب لدى المواطنين، فكيف يغيب ممثلو الشعب عن عمل شعبي مثل الذي نفذ؟ وما هو دور هؤلاء النواب إن كانوا لا ينزلون لقواعدهم وينقلون همومهم وقضاياهم للمسؤولين؟ وكيف لا يرى المواطنون أحد النواب منذ أن انتهت الانتخابات وأعلن فوزه بمقعد الدائرة؟ أسئلة عديدة تدور في أذهان المواطنين جعلتهم يطلقون على ممثليهم في البرلمان «نواب من منازلهم»، لبعدهم عن مشكلاتهم وقضاياهم مما جعل بعضهم يغلظ بالقسم إنه لن يعطي صوته مجددًا لهم.