كان الناس إلى وقت قريب يصطفّون في محل الترزية الذين كانوا ينتشرون في الأحياء والأسواق خاصة في مواسم الأعياد والمناسبات من أجل تفصيل أقمشتهم حسب ما يطلبونه من تشكيلات ومقاسات، وكان الترزية هم ملوك زمانهم في ذلك الوقت، ولكن غزو السوق بالملابس الجاهزة بشتى الألوان والأشكال وبأسعار في متناول اليد جعل الكساد يطوف على سوق التفصيل واتجه الناس إلى شراء الملابس الجاهزة، ولكن الآن بعد الغلاء الذي ضرب كل شيء هل يعود الناس مرة أخرى إلى تفصيل الملابس بدلاً من الجاهزة.. «تقاسيم» أجرت استطلاعًا حول هذا الموضوع: «ابتسام آدم» قالت: حاولت شراء الأقمشة وتفصيلها بدلاً من الملابس الجاهزة ولكني وجدت أن تكلفة التفصيل أكثر لذلك فضَّلتُ أن أشتري الملابس الجاهزة بدلاً من تفصيلها وخاصة أن الترزية أصبحوا يفصلون بثمن آخر بحجة غلاء الأسعار، ورسوم محل، إلى آخره.. أما بدرية محمد «ربة منزل» فتقول إنها تفضل شراء الملابس الجاهزة لأن تكلفة التفصيل أكثر من الملابس الجاهزة ولكنها تفضل تفصيل ملابس أبنائها المدرسية نظرًا لعدم وجود مقاسهم وكذلك لوجود فرصة اختيار القماش المتين الذي لا يتوفر غالباً في الملابس الجاهزة. «نسيبة حسن» تخالفها الرأي وتقول إنها غالباً ماتلجأ لشراء الأقمشة وتفصيلها لأنها أحيانًا تفضل قماشًا وبتفصيلة معينة ولا تجده في السوق لذلك «أشتري القماش الذي أريد وباللون الذي أفضله وأطلب من الترزي تفصيله بما يلائم مزاجي». آلاء عوض «طالبة جامعية» تقول إنها لم تلجأ إلى تفصيل الملابس الجاهزة أبداً وإنما «أقوم بشرائها جاهزة من السوق لأني أجد فيها كل ما أرغب فيه من ألوان وتشكيلات تبهر العين وتجعلك متعدد الخيارات» وأضافت آلاء أن الترزي «لا ألجأ إليه إلا لتفصيل الملابس المدرسية والستائر وتضييق وتوسيع الملابس الجاهزة. أما «عباس عثمان» فيقول إنه بحكم أنه يلبس الجلابية فإنه زبون دائم للترزي لأنه لا يفضل الجلاليب الجاهزة لأنها كثيرًا ما تكون غير مناسبة بالمقاسات والأحجام، ويرى أن ترزي الجلاليب الرجالية هو أكثر أسواق التفصيل انتعاشًا بسبب أن الغالبية العظمى من الرجال يفضلون الجلاليب المفصلة بدلاً من الجاهزة.