ساعات وتهل علينا إشراقة يوم سعيد، فبعد أداء فريضة الحج يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بعيد الأضحى، وفي أثناء سعيهم لتوفير الأضحية يتجه البعض الآخر نحو الأسواق لشراء احتياجات البيوت ومستلزمات الأطفال، كما يحرص الكبار على شراء (الجلابية)، أما النساء فيتجهن أيضاً صوب السوق لشراء احتياجتهن.. إذ أن زيارة السوق واقع لدى المواطنين قبل الأعياد رغم اختلاف اوضاعهم المالية. «الاهرام اليوم» قامت بجولة داخل السوق العربي بالخرطوم، كشفت من خلالها عن حال البضائع والتجار والمواطنين، فكانت الحصيلة التالية: عبد العزيز حسن، تاجر ملابس رجالية، أكد للصحيفة أن الإقبال على شراء الجلاليب للكبار أو الصغار ضعيف للغاية، وعزا ذلك لعدم وجود السيولة لدى معظم المواطنين في هذه الأيام. أما التاجر سفيان فقد قال إن أسعار الملابس الرجالية ارتفعت جداً هذا العام خصوصاً الجلاليب الجاهزة والملابس الداخلية والشالات، وقال إن الناس لا تشتري نسبة لتمسكها بالأسعار القديمة. أما محمد عبد المجيد، الذي يتاجر في العباءات النسائية والفساتين، فأوضح أن الإقبال على شرائها جيد، وقال إن الأضحى يعتبر موسماً لبيع هذه الأنواع من الملابس النسائية، مؤكداً أن الارتفاع في أسعارها طفيف رغم ارتفاع سعر الدولار. وداخل السوق العربي تبدو أغلب المحلات خالية من المشترين وأصحابها في حيرة.. وفي (دكان ياسين)، وهو محل لبيع الأقمشة والثياب، أكد التاجر عبد الخالق أن 15% فقط من المواطنين يفضلون تفصيل الجلاليب لعيد الأضحى، وقال إنه أصبح نادراً جداً، وعزا ذلك لاستيراد الجلاليب التي تعتبر أرخص بالمقارنة، وأضاف أنهم كتجار أقمشة يعانون ركوداً عاماً في بيع الأقمشة لعدم وجود المال والسيولة، وقال: أصحاب الأحجام الضخمة هم المضطرون لشراء القماش وتفصيله، وأوضح أن أسعار الأقمشة مرتفع مقارنة بالجاهز، رغم جودتها وقيمتها. وفي محلات «عطور الباشا» أوضح صاحبها العم عبد الله أن موسم العيد تزامن مع الزيادة التي طرأت على معظم البضائع، موضحاً أنها تجاوزت ال 60 إلى 70% من السعر القديم، مما أدى إلى الإحجام عن الشراء، خاصة في العطور والكريمات، وأشار إلى أن جشع بعض التجار في السوق ساهم في ارتفاع الاسعار، مما جعل المواطن يشعر بالضجر والاستغلال، وأضاف: بعض المواطنين يتفهمون وضع السوق ويشترون، ولكن النسبة قليلة جداً هذا العام، وكأن الأيام ليست عيداً. من جهته قال عبد المجيد، تاجر أحذية، إن الإقبال على شراء الأحذية الرجالية في عيد الأضحى كبير خاصة «الشباطة» والشباشب الرجالية والشبابية، وأضاف: تم استيراد أنواع جديدة للعيد منها وسعرها لم يزد عن العيد السابق وأسعارها تبدأ من (18) جنيهاً. غير أن التاجر دفع الله أكد أن الإقبال على الملابس الرجالية، البناطلين والقمصان، ضعيف جداً، نسبة لاهتمام معظم المواطنين بالجلاليب، وقال: الارتفاع الكبير في أسعارها ساهم في ضعف الإقبال عليها. وفي جولتنا التقينا محمد عبد الغفار، صاحب محل (أبو إسلام)، فقال إنه استورد كمية من البضاعة النسائية شملت فساتين وأحذية وطرحاً وأسعارها مناسبة رغم الغلاء الحالي، لكنه استطرد أن الإقبال ضعيف من النساء. ولاحظت «الأهرام اليوم» بعض الأسر مصطحبة أطفالها لشراء ملابس العيد، وقال بعض من التقيناهم إن الأسعار ارتفعت خصوصاً في الأحذية والملابس عالية الجودة، ودعوا لتخفيض الأسعار لتعم الفرحة الجميع في هذه الأيام المباركات. وخلال جولة (الأهرام اليوم) أشار تجار الذهب إلى أن عيد الأضحى أنعش سوقهم قليلاً، وقال تاجر ذهب إن النساء يأتين في العيد للشراء والتبديل، لما يصاحب العيد من مناسبات أفراح، وأوضح أن سعر الذهب مستقر، لم يشهد زيادة خلال أيام العيد، وقال: سعر الجرام البحريني 130 جنيهاً والكويتي 135 جنيهاً والسوداني عيار (21) 125 جنيهاً. أخيراً لاحظت «الاهرام اليوم» أن الازدحام والاكتظاظ الذي يكون عادة في مواسم الأعياد لم تشهده الاسواق هذا العام، وعزا البعض ذلك لتدني الأوضاع الاقتصادية.