حسن أحمد حسن شاعر شاب يحمل ملامح وسمات الجيل القادم من خلال منتوجه الذي يحمل جينات مشروع شعري متكامل، أعماله تكرس لمفهوم الوطنية ورفع الحس الوطني، يعمل جاهدًا على توثيق تاريخ السودان عبر الكلمة والشعر مستندًا بذلك إلى تمازج الثقافات والعادات الذي يحظى به السودان، كتب وافاض في القضايا الاجتماعية باعتبارها لا تقل اهمية من الوطن وتدعم مشروعه الشعري. «نجوع» تلتقيه اليوم وهو بصدد الاحتفاء بأولى اصدراته التي حملت اسم «عشم باكر»، واصفًا إياه بالروشتة لحل قضايا الوطن الثقافية والسياسية والاجتماعية. حوار: نادر بلة * عدسة: متوكل البجاوي *حسن أحمد حسن.. السيرة والمسيرة!! = البدايات مثل أي بداية أخرى... وبدأت بالمراحل الدراسية الأولى ثم الثانوي الذي كان عبارة عن حراك مصغر، وفي الجامعة يمكن أن أقول إنها البدايات الجادة وتحديدًا داخل جامعة النيلين في كلية تجارة أو الجامعات السودانية عمومًا.. إذا أردنا أن ندقق فيمكن أن نقول إن البداية نضجت داخل مجموعة الأشواق للثقافة والفنون. وأعتقد أن تجربتي الشعرية قد استكملت قواها عبر الجامعة فقد كانت الجامعة عبارة عن تمازج لثقافات وجسدت لي منذ الوهلة الأولى السودان الوطن المتعدد الثقافات والعادات والتقاليد.. خلال التجربة هنالك شخصيات وضعت بصمة واضحة وكان لها دور كبير في تجربتي، وهنا أذكر أستاذنا الشاعر حاتم حسن الدابي الذي كان يشجعني وكنت أقوم بعرض جميع أعمالي عليه باستمرار «كنت شايل دفتري في جيبي» فله الشكر والتقدير وأيضًا هنالك الأستاذ الشاعر عبد الله التاج وكان دائما ما يحثني علي التطوير والتجويد، وأنا في تقديري أن تجربتي أخذت بعدًا آخر عند ظهور عمل لي عبر أغنية في سوق الكاست، وأول عمل غنائي لي كان مع الفنان أسامة تنقسي بعنوان يا قاسية ثم تغنى لي عصام محمد نور وجعفر السقيد في شريط كاست مشترك، وكان العمل باسم أسبوعين، ثم بدأت ثنائية مع الفنان الشاب أمجد الشاطرابي ولديَّ معه أكثر من عشرة أعمال رأت منها النور «عيد حبنا» وخضر وأيمن ونجوى ودمعة حزن ثم تعاملت مع الفنان حسين نارتي الذي غنى لي ثلاثة أعمال وهي ست العيون وشايقية وعشان ترابك يا بلدنا، وأيضًا الفنان بكري بشير في أغنية أنا والزمن اتصالحنا وشافع العرب وأضفت عليها عمل ثالث وهو زفاف أرملة وهذه حصيلة الأعمال الغنائية، وأخيرًا اتجهت إلى الغناء الحديث وتعاملت مع الفنان الشاب إبراهيم كسلا في نصّين هما عيد حبنا ونص آخر كتب خصيصًا لكسلا.. على مستوى المشاركات والمسابقات شاركت في العديد من المهرجانات والمسابقات منها ما فزت فيه ومنها من لم يحالفني الحظ وأقولها بكل جرأة شاركت في مسابقة سحر القوافي في نسختها الأولى ولم أفز وأصررت على المشاركة في النسخة الثانية ولم أفز وحاليًا أعد نفسي للمشاركة في نسختها القادمة.. والقصد هنا من المشاركة ليست الجائزة أو اللقب بل للاستفادة والحضور على مستوى المشهد الشعري.. آخر المهرجانات التي شاركت فيها كان بصحبة الشاعر الصديق عزمي أحمد حمد وهو مبدع ضد المخدرات وحصلت فيه على المركز الثاني. * عشم باكر والمخاض!! = عشم باكر الحديث عنه لن ينتهي والتسمية كانت في حد ذاتها مشكلة حقيقية وصعبة جدًا في الاختيار.. وعشم باكر باختصار عبارة عن روشتة لهذا الوطن في حالة عجز الساسة والعسكريين في وضع روشتة وعلاج لهذا الوطن يمكن الرجوع لهذا الوطن.. وهي روشتة في تقديري تعالج بشكل تام كل أزمات هذا الوطن. ولقد ارتكزت على التنوع الذي يزخر به السودان في شتى مناحي التركيبة الجغرافية والاجتماعية والثقافية لهذا الوطن. عبر الاعتراف بكل هذا التنوع وكان النص عشم باكر.. والديوان به العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية العاطفية. ولقد ختمت الديوان به بقصيدة مهداة لابنتي الصغيرة. * في تقديرك المنتديات والمنابر الشبابية هل أضافت أم خصمت؟ سيما وأن هنالك اتهامًا بأن المنتديات تعمل على تأطير المفردة وتوحيدها مما يخرج لنا أعمالاً متشابة في الفكرة والمفردة!! = أنا على المستوى الشخصي استفدت كثيرًا وأضافت لي الكثير من المنتديات والجمعيات الثقافية والمنابر بصورة عامة، وأنا أعتقد أن المنتديات والمنابر الثقافية عبارة عن استفتاء حقيقي لشاعريتي ومن خلال الجمهور أنا أقيِّم دائمًا أعمالي، وما يختص بالمفردة الشبابية وتشابهها فأنا لا أتفق معك لأن هناك مفردة شبابية خاصة بهم ولديهم أسلوب بعيداً عن الانسياق خلف تيار شعري معين أو توهان المفردة وهنالك نماذج كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر الشاعر عزمي أحمد حمد ومحمد نقد الله وإيهاب أحمد وآخرون وباختصار المنتديات في يدك أنت فإما خصمت أو أضافت. *لا شك أن هنالك صراعًا خفيًا أو مبطنًا يحدث بين الأجيال مما حدا بالبعض أن يعلن ويقول إن هنالك فجوة وأزمة بين الأجيال الحالية والسابقة.. ما هو تعليقك؟ =لا أنكر عليك أن هنالك شبابًا يرى أن الجيل السابق «مكنكش» على كل شيء ولا يعطي جيلنا هذا فرصة للطرح والعرض.. ولكن أنا أقول إن الشعر لا يعرف جيلاً سابقًا أو حاضرًا فقط يعرف أن هذا منتوج وعمل جيد، فالعمل الجيد وحده هو الذي يجعلك ويضعك في المكان الحقيقي، وأنا بمنتوجي وعملي يمكنني أن أقول للأجيال السابقة إنني مؤهل لحمل الراية من بعدك بعيدًا عن الحساسيات والعاطفة، والجمهور هو الذي يحكم ونحن نحترم كل الأجيال السابقة ونعتبرها مرجعًا أساسيًا لنا حتى إذا لم يعترفوا بوجودنا سيأتي اليوم الذي يعترف فيه الآخر بنا. * في تقديرك إلى أي مدى تنظر إلى العلاقة بين الإعلام والإبداع؟ =الإعلام والإبداع ككل.. عبارة عن تكامل حلقات وأنا في تقديري لا توجد أزمة حقيقة بين الإعلام والمبدعين، ولكن يبقى الانطباع الذي يتركه الإعلام لدى المتلقي والجمهور، وأحمد الله أن هناك عافية في هذه العلاقة فقط يبقى التعامل الجاد والصادق في التوثيق من قبل الإعلام والمنتوج الجيد من قبل الإبداع هما ما يطور ويزهر هذه العلاقة وبقدر حاجة الإبداع للإعلام يكون العكس. *لا شك في أن العام 2012 عام حزن على قبيلة الإبداع بماذا توقع على دفتر الرحيل؟ =الموت سنة الحياة، ولكن أي إنسان رحل ترك لنا شيئًا، وحميد يمكنني أن أقول إن حميد رحل وترك لنا ضميرًا حيًا.. وكرم الله رحل وخلا غنانا مقطوع راس.. وما معروف يمشي علي وين.. ويؤسفني نحن في السودان لا نعرف مبدعنا إلا بعد وفاته. لهم المغفرة جميعًا. * ختامًا.. كلمة للشعراء ولجيلك؟ = على الشباب الخروج من التقليدية وأفكار الغير وعليه أن يشق طريقة ولا ينساق خلف الكلمة الهابطة في سبيل الوصول.. والشعر عبارة عن كلمة ويحفظها التاريخ وأي كلمة تخرج ستكون مسؤولاً عنها والتاريخ لن يرحم ولن يغفر. أدعوه للعمل على رفع الحس الوطني لأننا نفتقد هذا الجانب وأطالب الشعراء الشباب بأن يوثقوا لتاريخ السودان عبر الكلمة والشعر.