ثروات البلاد من الذهب التي تفجرت أخيرًا في بعض المناطق في السودان ومن تلك المناطق التي حباها الله بوجود كميات كبيرة من الذهب الخالص مدينة العبيدية.. هذه المنطقة الوادعة التي تنام على ضفة نهر النيل الشرقية حيث تبعد نحو حوالى «36» كيلو شمالاً لمدينة بربر.. وفجأة ودون سابق انذار استيقظت القرية فجر يوم ووجدت ارتالاً من البشر يزحفون نحوها اتوا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم تركوا مناطقهم وطاب لهم المقام في العبيدية والتي استقبلتهم وفتحت اليهم ابوابها بكل ود وترحاب و مابخلت اليهم ابدًا.. ولكن مع ازدياد اعداد الوافدين وعدم التنظيم والإشراف من قبل الجهات المسؤولة اصبحت هنالك الكثير من المشكلات الأمنية والاجتماعية تهدد المنطقة التي لم تشهدها من قبل على مر تاريخها.. زوار الليل الذين ارقوا مضاجع المواطنين واصبحوا يشكلون خطرًا على أموالهم وممتلكاتهم مما حدا بالشباب ينظمون دوريات ليلية للحد من هذه الظاهرة ولكن دون جدوى لأنها تتطلب مجهودًا كبيرًا من كل الأطراف الأمنية والشعبية حتى يتم القضاء عليها تمامًا.. والأسواق اصبحت غير منظمة كل مرة تنتقل من مكان إلى آخر مما يترتب عليها آثار سلبية في اصحاح البيئة الذي أدى ألى تلوث كبير من تراكم الأوساخ والمخلفات والمحلية لا هم لها سوى التحصيل المادي «عليها تلم قروشها وبعد داك البلد إن شاء الله تحرق ما عندها بيها شغلة». والحديث عن هذه المحلية التي أرهقت جيوب المواطنين حيث تُفرض عليهم رسوم ما أنزل الله بها من سلطان.. ما يقارب المائة مليون يوميًا يتم تحصيلها من سوق العبيدية كل هذا المبلغ يذهب مباشرة إلى بربر ولا حتى كلمة شكرًا ناهيك أن يقدموا لك خدمات صحية كانت أو تعليمية.. المستشفى الوحيد القمبرات بناه أحد أبناء المنطقة الخيرين والآن الخدمات الصحية متواضعة جدًا لا تليق بهذا المستشفى رغم بعد المسافة، أما الخدمات التعليمية فحدِّث ولا حرج، فأكثر من خمس مناطق سكنية لا تضم سوى مدرسة ثانوية واحدة بنين وأخرى بنات.. الطلاب والطالبات يوميًا يقطعون عشرات الكيلومترات على الأقدام ولكن المحلية لا تحس بمعاناة هؤلاء الطلاب لأنها مهمومة بتحصيل الرسوم وتوريد المبالغ في خزانة بربر ولا تجني العبيدية سوى السراب.. إنها نتيجة للسياسات الخاطئة ويا العبيدية داريرة ليك وجيع.