ترجع تسمية النهر باسم مارب نسبة إلى سد مأرب في اليمن حيث كانت اريتريا تشكل حسب الأسطورة التاريخية جزءًا من مملكة سبأ التي شيدت السد. أما بالنسبة لتسمية النهر بالقاش فقد اختلفت الروايات.. فهناك من يقول بأن التسمية تعني النهر المدلل بلغة الحلنقة، ويرى البعض أن لفظ «القاش» مشتق من لفظ القشاش باللهجة العربية السودانية بمعنى الكاسح أو الجارف الذي يجرف كل شيء للدلالة على عنفوان النهر وجيشانه أثناء فيضانه الموسمي.. ويعتقد البعض أن اللفظ قاش يعني الفوار بلغة الهدندوة وذلك في إشارة إلى فوران النهر أثناء فيضانه. مسار النهر ينبع نهر القاش من أواسط المرتفعات الإريترية باسم مارب اريتريا في منطقة ماي امبسا جنوب العاصمة الإريترية أسمرة وتصب فيه مياه روافده من الجانب الإثيوبي ويمكن تقسيم مسار النهر إلى ثلاثة اجزاء. الجزء الأول وطوله حوالى 175 كيلو مترًا يبدأ من أمبا تكارا وحتى قرية أراكبو في إريتريا ويسمى مارب وتجري مياهه طول أيام السنة. والجزء الثاني وطوله 240 كيلو مترًا يمر عبر منطقة كناما ومياهه موسمية، وأما الجزء الثالث والأخير فهو يأخذ اسم القاش ويمر عبر مدينة تسني في إريتريا وينتهي في سهول كسلا في السودان، ولا تظهر مياهه على السطح إلا في الفترة من يونيو وحتى اكتوبر، متزامنة مع هطول الأمطار الغزيرة في المرتفعات. ويبلغ طول نهر القاش من منبعه في المرتفعات الإريترية وحتى مصبه في سهول كسلا 440 كيلو مترًا أي «270» ميلاً.. مقرن القاش يلتقي بنهر بالاسا ويأخذ اتجاه الجنوب ثم الشمال منحدرًا نحول السهول الغربية لإريتريا وصوب الحدود السودانية، وخلافًا لما هو عليه الحال في نهر عطبرة فإن نهر القاش لا يصل إلى نهر النيل، بل تندلق مياهه في سهول كسلا ليكون مستنقعاً في شكل دلتا.. ويعتبر القاش في السودان مميزًا حيث يشكل المعلم الرئيس لمدينة كسلا التي تتميز بكثرة السواقي والبساتين.. فيضان القاش القاش يفيض في موسم الخريف لمدة اربعة شهور في الفترة من يونيو حتى أكتوبر، بكميات كبيرة من المياه المندفعة حيث يستقبل حوضه كميات كبيرة من الأمطار ينتج عنها حوالى «3» مليارات متر مكعب من المياه سنوياً تشكل فيضانات جامحة تهدد البلدات والقرى التي حولها خاصة مدينة كسلا في السودان كما حدث في عام 2003م عندما دمرت المياه أجزاء من أحياء سكنية في كسلا مثل الحلنقة والميرغنية.. يشكل نهر القاش أهمية كبرى في اقتصاديات إقليم قاش بركة في اريتريا وولاية كسلا ففي مجال الزراعة يعتمد المزارعون في المنطقتين على مياهه الموسمية الوفيرة من أجل ري محاصيلهم. ومن أشهر هذه المحاصيل: القطن، القمح، قصب السكر، الحمضيات، المانجو، والموز والفول السوداني والخضروات مثل البصل. وتنبت في ضفاف القاش اشجار الدوم ونبات عشار طويل وغيرها.. ومن الناحية السياسية يشكل نهر القاش حدودًا طبيعية بين إثيوبيا وإريتريا. وأقامت إدارة السودان المصري الإنجليزي مشروعًا أكبر في منطقة كسلا يعرف باسم مشروع القاش الزراعي وذلك بواسطة الري السطحي.. وتبلغ المساحة الكلية للدلتا «750» الف فدان، تم استغلال «80» الف فدان منها حيث يزرع القطن والذرة والقمح والفول السوداني، أما في مجال السياحة، فيتوافد إلى كسلا عدد من السياح خاصة من ولايات السودان المختلفة لزيارته، إذ يشكل نهر القاش ببساتينه النضرة معلمًا سياحياً بالمدينة إلى جانب جبال كسلا وتوتيل والتاكا ومكرام. وفي اريتريا أطلق اسم القاش على المنطقة الغربية منها باسم منطقة قاش.ويطلق اسم القاش في المنطقة على فرق رياضية كفريق كرة القدم في مدينتي تسني «إبان ستينيات القرن الماضي» وكسلا، أو على المدارس أو الداخليات فيهما.. القاش في الشعر والأدب من التاحية الاجتماعية يشكل القاش مادة ادبية لكثير من الشعراء في السودان الذين كتبوا العديد من القصائد الغنائية التي ورد فيها اسم القاش ومدينة كسلا التي تطل عليه، ومن هؤلاء الشعراء الشاعر السوداني توفيق صالح جبريل في قصيدته الرائعة كسلا والتي قال فيها: كان صبحًا طلق المحيّا نديا إذ حللنا حديقة العشاق وابنة القاش إن سرى الطيف وهنا واعتلى هائمًا فكيف لحاق ظلت الغيد والقوارير والأباريق صرعى بتنا في اطراق.. كما كتب اسحق الحلنقي العديد من القصائد جمعها عمر فاروق قسم السيد