«نصرنا الجنود وكذلك الشباب».. من المتوقع أن يكون وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين قد قال بينه وبين نفسه تلك الكلمات وهو يدلف بالامس الى القاعة التى تحمل اسم صديقه الشهيد الزبير، وهو يشهد اللقاء الذى نظمه الاتحاد الوطنى للشباب السودانى بعنوان «لقاء الشباب لنصرة الوطن» تحت شعار «نفديك بالروح يا موطنى» وبدأ اللقاء بكلمة من رئيس الاتحاد بلة يوسف الذى ابتدر حديثه بمباركة وتهنئة القوات المسلحة لمواقفها الاخيرة بالتصدى لعدوان المتمردين فى النيل الازرق والدمازين، وأكد أن القوات المسلحة هى التى تعبر عن شباب السودان، ووجه رسالة باسم شباب السودان تحمل كل الولاء والوقوف خلف القوات المسلحة لحماية الوطن، واضاف خلال حديثه الذى شهده مئات الشباب بمختلف الفئات، أنهم قد قد اكتفوا من الحوار مع المتمردين، وزاد قائلاً: «نقول كفى ولا نقبل بوجود اى عميل يحمل البندقية»، ووجه رسالة لحكومة الجنوب، وطالبها بالالتفات لمصلحة وحال اهل الجنوب، وعليها ان تستعد لما هو قادم. ووجه بلة رسالة للمعارضة والقوى السودانية بأن يضعوا مصلحة السودان فى المقام الاول. وختم حديثه بأن شباب السودان بمختلف فئاته وتوجهاته جاهزون لبذل الدماء والارواح طالما أن الهدف الاساسي أمن وسلامة السودان. وتحدث في اللقاء ممثل هيئة شباب الأحزاب عبد القادر ابراهيم، الذى قال انهم جاءوا للوقوف خلف القوات المسلحة، وإنهم ومهما تباينت واختلفت رؤاهم السياسية الا ان مصلحة واستقرار السودان فى المقام الاول، وثمن دور شباب الاحزاب قائلاً إنهم قادة رأي واصحاب كلمة في كل الفترات السابقة، وكانت لهم مواقف ولم يتخلفوا، وقدموا الكثير من التضحيات، فمهما كانت قيادات الاحزاب ومواقفها فالشباب هم قوة الدفع لأي عمل مهما كان رأي قادتهم فى الاحزاب، انهم فى هيئة شباب الاحزاب سيكون لهم موقف قوي تجاه كل ما يحدث، وانهم يقفون صفا واحدا مع القوات المسلحة لطالما مصلحة السودان هي الاولى. المهندس الفريق ركن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، كان ضيف اللقاء، وبدأ حديثه بالثناء على دور الشباب واهميته فى وحدة وسلامة السودان، ووصف اليوم بيوم العزة والكرامة والمنعة والقوة، وانه يوم كل شباب السودان، وامل الامة وزادها ومستقبلها، وانهم فى القوات المسلحة سعداء بأن يلتقوا بالشباب، وانه لا مجال لهذه المؤامرة الا بالتصدى لها، ولن ترضى قواتنا المسلحة الا بنصرة السودان وعزته وكرامته، ودحر كل الفئات التى تريد ان تأخذ ما لا تستحقه. واضاف وزير الدفاع قائلاً: «اننا نعلن اعتزازنا بالشباب، ونعلن التزام القوات المسلحة بالدفاع عن المواطن والوطن، فهى الوعاء الجامع لكل اهل السودان بكل الوان طيفه المختلفة»، وأكد ثقته فى القوات المسلحة، وكذلك دور الشباب فى كل الملاحم الوطنية وخاصة فى الميل اربعين الذين رووا أرض السودان بدمائهم، وان ابناء السودان وشبابه عليهم ان يتأكدو ان القوات المسلحة لن ترهن سلامة وامن البلاد لمجموعات متمردة، ولن ترهن سلامة وامن المواطن لكل فئة متمردة، ولن تفرض البندقية أية خيارات اخرى سوى الخيارات التى اختارها المواطن بواسطة صناديق الاقتراع. ووجه وزير الدفاع رسالة الى حكومة دولة الجنوب قائلا: «احترمنا خيارهم بالانفصال، ولكن لن نرضى أن يكون الجنوب خنجرا فى ايدى العدو، فنحن جاهزون لأي خيار». وثمن الوزير دور القوات المسلحة التى ظلت تقاتل منذ الاستقلال، واستطاعت ان تبقى منذ الاستقلال دون غيرها من بقية قوات الدول الاخرى، وظلت القوات المسلحة تعتمد على الشباب الذين لم يخذلوها كما قال، وظل هذا الحبل بين الشباب والقوات المسلحة هو سر بقائها ونجاحها، فالموقف الشبابى خلف القوات المسلحة يمثل الداعم الاساسى لها، وهى قادرة على أن تحسم كل هذه المؤامرات. واختتم اللقاء بالأغاني والموشحات الوطنية التي تفاعل معها الشباب، وظلوا يرددون«خائن خائن يا عقار.. خائن خائن يا عرمان».