أورد الأستاذ عبد الله عبيد نبذة مختصرة عن الراحل السيد/ أحمد داؤد وهو من رموز وشخصيات أمدرمان رحمه الله يقول الأستاذ عبد الله عبيد في كتابه ذكريات وتجارب: «عُرف أحمد داؤد رحمه الله بين جميع أهل أمدرمان بالمروءة والوفاء وحب الناس، يعرفهم جميعاً ويعرف أصول أسرهم، وهو رجل مقدام يشارك الجميع في أفراحهم قبل أتراحهم، ما مات شخص بأمدرمان إلا وتجده في مقدمة مشيعيه، راجلاً أو راكباً مع أحد، ولما أعياه المرض وامتد به العمر أصبح يسبق وصول جثمان من قصد المشاركة في مواراته الثرى فوصلت ذات مرة عربة السجن تحمل جثمان سجين بها عساكر سجون وبعض السجناء، فقال أحمد داؤد لمرافقه: (جماعتنا الجاينهم ديل إتاخروا، في المسافة دي ناخد الأجر و(نتمسك) بجنازة السجين ده لغاية ما تصل جنازة جماعتنا). ويضيف الأستاذ عبد الله عبيد في ذكر مآثر الفقيد ومواقفه الطريفة فيكتب: «كان الراحل لا تفارقه النكتة اللطيفة أو الطرفة الرفيعة المهذبه سواءً في طريقه للمقابر أو لزيارة صديق أو لتفقد يتامى أو زيارة أرملة ويساعده قدر استطاعته». ويحكي الأستاذ عن الراحل المزيد ويكتب: في إحدى جولات أحمد داؤد رحمه الله وكان يسير على رجليه صدمه صبي كان يقود سيارة أبيه، فوقع أحمد داؤد على الأرض وسالت دماؤه.. ولما أفاق رفع رأسه ونظر للصبي مبتسماً وقال: - اذهب يا ابني لحالك - سامحك الله - قبل أن يحضر البوليس وتبقى في (سين وجيم). انحنا كبرنا ومكاننا الطبيعي القبر!! أما أنت مكانك الجامعة. أدمعت عينا الصبي.. كان أحمد داؤد.. وأصر الصبي أن يأخذ أحمد داؤد للمستشفى. وفي قسم الحوادث عندما وقف أمام الطبيب وسأل عن الأذى قال: (كنت ماشي في الشارع انزلقت وجاء هذا الشاب المحترم وأصر أن يأخذني للمستشفى). يحكي جلساء الفقيد عنه كثيراً من الطرائف حكوا عنه حينما كان يعمل في تخطيط المشاريع وهو مهندس بارع خريج كلية غردون وكان من بعدها يعمل في تخطيط المشاريع الزراعية بالجنوب في أواخر الأربعينيات، حينها وصلت مجموعة من معارفه وأصدقائه فنزلوا في ضيافته فأحسن ضيافتهم وسألهم: - الجابكم الجنوب شنو؟ فرد أحدهم نحن وفد من حزب الأمة جينا نؤسس فروعاً ونوصل (رسالة حزب الأمة) للجنوبيين.. ضحك أحمد داؤود وضرب كفا بكفّ متعجباً ثم قال: - عاوزين توصلوا رسالة حزب الأمة للجنوبيين ديل الرسالة المحمدية لسه ما وصلتهم... رحم الله الفقيد رحمة واسعة.