{ ليس في كل مرة تسلم الجرة.. مثل عربي متداول في معظم دول العالم بلغات ولهجات مختلفة.. وتذكرت هذا المثل المعبر وأنا أقرأ بأن قراراً سيصدر من مجلس الصحافة والمطبوعات بوقف الصحف الرياضية.. وإعادة صدورها بصورة أكثر علمية ومهنية ثم نسمع بأن القرار تأجل.. وأقول في سري لقد سلمت الجرة هذه المرة ولكن لن تسلم في المرات القادمة. { في السودان ما يشبه الإجماع بأن أكبر مشكلاتنا الرياضية في الصحافة الرياضية وهذه حقيقة قالها رئيس الجمهورية أكثر من مرة بل مرة وصف البروفيسور علي شمو الصحافة الرياضية بأنها «منحطّة».. وظللت أقرأ العبارة ظناً مني أن هنالك خطأ.. أو سوء فهم أو خطأ مطبعي ولكن البروف شمو أكد ما ذهب إليه. { قد يكون الحال في مجال المهاترات وساقط القول قد تحسن قليلاً ولكن ما لم يتحسن بل المصيبة في حالة التعصب الأعمى التي أصابت الناس وصارت عبارات التعصب مانشيتات في الصحف الرياضية وصار فريق النادي أهم من المنتخب وحتى التعامل مع المنتخب صار حسب لونية الصحيفة والصحفي وانتقلت العدوى إلى المواقع الإلكترونية. { ليس صحيحاً أن توزيع الصحف الرياضية هو الأعلى.. وقد يكون كذلك ولكن عند المناسبات ونتائج المباريات المهمة.. وحتى لو كان التوزيع عالياً فإنه للصحف والصحفيين الذين يهاترون أو الذين يدغدغون مشاعر جماهير النادي وهذه الفئة هي الأعلى صوتاً والأعلى أجراً. { ليس في كل مرة تسلم الجرة.. وأحس بأنها لن تسلم هذه المرة.. لمن يمسك أداة الضرب حدد هدفه ونال الضوء الأخضر. نقطة.. نقطة { اهتم مجلس الصحافة بالانفلات الذي أصاب الصحافة الرياضية في مجال المهاترات والغمز واللمز أو ما سماه أحياناً خدش الحياء العام.. وقد يكون قد اجتهد ولكن ما لم يجتهد فيه هو خدش الحياء العام للوطن بأجمعه حين تصدر صحيفة تسعد وتحتفل بخسارة فريق الوطن من فريق أجنبي.. أو تلك التي تقسم لاعبي المنتخب حسب أنديتهم وتبدأ معركة من الإسفاف بين هذا الجانب وذاك تصل أحياناً لتبادل الاتهامات وإطلاق الإشاعات بمعلومات خطيرة عن أساليب استخدمها الفريق الآخر. { لو أراد مجلس الصحافة ضبط المهنية الصحفية فإن هذا لن يحتاج منه لكبير عناء بل عليه أن يفتح الأدراج المليئة بالتوصيات الخاصة بالموضوع. { مع العد التنازلي لمباراة الهلال وإنيمبا النيجيري يجب أن يكون الجميع قد ارتدى لباس الوطن للتشجيع والمساندة وتهيئة المناخ الطيب لفريق الهلال.. ولكن بهدوء وعقلانية بعيداً عن استفزاز الآخرين.!