دفاتر الجوازات معدومة لدى القنصلية بجدة مهما حسنت نوايا بعضنا أن نقبل ما تفعله وزارة الداخلية فيما يخص «دفاتر الجوازات» أي الجواز الذي أصبح الحصول عليه أمرًا لا يمكن السكوت عليه. أنا ومن هذا المنبر لا ألوم القنصلية العامة بجدة بأكثر مما ألوم وزارة الداخلية لأنها السبب المباشر في تعذيب هذه الشريحة «شريحة المغتربين» فماذا نحن فاعلون؟؟ هل لأنه كتب علينا الاغتراب.. وهل أصبح المغتربون نقمة على أوطانهم؟؟ ولماذا نعامل هكذا؟ هل لأننا مغتربون أم ماذا؟؟ ففي كل مرة نعاني من عدم وجود «دفاتر للجوازات» بالقنصلية العامة بجدة.. واليك هذا المشهد الحزين.. سوداني كان في طريقه لقضاء إجازته السنوية مع أولاده.. وبعد زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه للاستعداد للسفر عن طريق البحر انقلبت سيارته التي كانت تقل أبناءه وزوجته التي فارقت الحياة.. الأبناء مضافون فى جواز والدتهم التي رحلت عن هذه الدنيا الفانية.. أصبح جوازها لاغيًا حسب النظام.. والدهم ذهب للقنصلية لاستخراج جوازات لطفليه.. رد القنصلية كان كالصاعقة.. لا توجد جوازات!! ماذا يفعل هذا المسكين وإجازته محسوبة.. هذه واحدة من عشرات الامثلة. يصعب علي أن أسترسل فى الحديث ووزارة الداخلية نيام على وسادة من حرير. فأين ذاك المسؤول الذي يعمل لحل مشكلات وقضايا المغتربين؟ اين ذاك المسؤول الذي يمارس الحكمة ويستخدم العقل ويتفهم منطق المغتربين ويواصل تقديم العون وتسهيل مهامهم؟ لكن فى غياب ذلك المسؤول فإن العقل ذهب والحكمة توارت والصبر اختفى ولم يعد لدى «المسئول» ما يكفي ليعرف أحوال المواطن المغترب ومايعانيه.. وهذه مصيبة!! فماذا أنت قائل حينما تجد نفسك أمام ضابط الجوازات لاستخراج «جواز» جديد لابنك أو ابنتك أو لشخصك.. فيرد عليك ضابط الجوازات الذى لا حول له ولاقوة «لاتوجد دفاتر للجوازات»!! تعقد الدهشة في لسانك وتقف حائرًا!! ولا أجد تفسيرًا لذلك سوى القول إنه بدلاً من تلك كان الأجدى والأنفع هو معالجة كافة الإشكالات التي تواجه المغتربين بدلاً من تضييق الخناق على كاهل المغترب السوداني!! وما تفعله وزارة الداخلية جريمة بحق هذا المواطن السوداني ويعاقب عليها القانون بأعنف العقوبات!!