بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس توطئة: مثلما انتقدنا وهاجمنا أخونا د. كرار التهامه بصفته الوظيفية لا الشخصية، بأنه لم يهتم بما فيه الكفاية بمشاكل المغتربين ورغم أنني أكدت في هذه المساحة بأن الرجل ونائبه د. كرم الله يبحران في بحر مصطخب لأن مهامهما في حقيقة الأمر تنسيقية بين الوزارات والادارات التي لها علاقة بشأن المغترب وأنني من واقع تجارب عديدة أدرك ما موقف بعض الوزارات والهيئات والادارات من المغترب الذي تكونت عنه صورة ذهنية مغلوطة ربما نقول أنها كانت صحيحة قبل ربع قرنٍ من الزمان إذ أنهم يعتقدون أن المغترب أو المغتربة يغرف المال غرفاً من شوارع دول المهجر وأنه أشبه بغني الحرب الذي يجب تشليحه.، ولأن د. كرار ود. كرم الله جاءا أصلاً من رحم الاغتراب فهما أدرى " بالبئر وغطاءه". وفي كثيرٍ من الأحيان أشعر بالشفقة تجاههما ولكن طالما قبلا التكليف فإن صفة المغترب قد انتفت عنهما وتحولا إلى راعيين لشأن المغترب، وعليهما تحمل وابل الانتقادات والهجوم حتى من أقرب أصدقائهما وفي كثيرٍ من الأحيان تردني من الايميلات ما تطفح به عباراتها قاسية تدل على خروج كاتبيها عن لياقة التخاطب ولكن مع ذلك ننشرها حتى لا نتهم بالتحيز، علّها تفعل فعلها في روحيهما فينتصران لقضايا وهموم المغتربين ومع إني لا أشك لحظة في أنهما يفعلان ما بوسعهما حتى يصابا بالإحباط ، وأنهما يواجهان " عبد الروتين و" شيوخ العنت" و" دهاقنة لا يمكن " إلا أنهما لا بد وأن ينتصرا لمن تفاءلوا واستبشروا خيراً بأن أمرهم وُليّ لاثنان من قبيلتهم المفترى عليها، ومع ذلك لا أشك في أنهما لن يألولا جهدا في تحقيق إعطاء بعض الحقوق ولا أقول بإعادتها للمغترب وإيجاد حلول لقضايا المغتربين الين أصبحت تجوز الصدقة على كثيرٍ منهم ولكنهم يتعففون كما هي طبيعة وتقاليد السوداني مع الفخر والاعتزاز بالوطن ووطنيتهم!! المتن: قرأت في صحيفة الانتباهة عن مؤتمر أو ورشة عمل – سمها كيف شئت- زكاة المغتربين، وقرأت ما طالب به د. كرار من أن يخصص جانب من زكاة المغتربين وبنسبة 40% على الأقل لتمويل مشكلات العديد من المغتربين الذين يعلم الله وحده حال الغالبية العظمى كيف وصل بها الحال بعد التحولات والمتغيرات التي تشهدها اقتصاديات سوق العمل في دول المهجر ومن أهما توطين العمالة مما كان له الأثر السلبي في حياة ومسيرة المغترب الذي أصبح يخاف شبح وهاجس العودة للوطن والأسباب معروفة للكيهما – د. كرار ود. كرم الله – ومن اهمها تكلفة التعليم وتأمين السكن والعمل والطبابة، وللأمانة – وحسب الانتباهة قام الأمين العام د. كرار بعرض كل هذه المشكلات التي ذكرت أمام المجتمعين وشرح بأن هذا يشكل هاجسٌ نفسي ومعاناة أسرية للمغتربين.. الخ نعم شريحة كبيرة من المغتربين أعفيت - كما وعد الأخ الرئيس بالاعفاء الضريبي قبل أعوامٍ عديدة، وأصبحت نافذة فقط وتطبق على شرائح معينة دون أن يعاد النظر في تخفيضها لأن الكثيرين من هذه الشريحة التي كنا نعتبرها مميزة طالتها أيضاً كل العوامل التي كانت سبباً لإسقاط الضريبة عن الفئات الدنيا، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه وهو: كيف لنا أن نفرض زكاة على الشريحة الدنيا التي شملها الاعفاء الضريبي لأنها أصلاً تعيش على الكفاف ومع كفافها فهي تساهم بقدرٍ معلوم مقتطع من قوتها - وإن قل - في تحويل بعض من لقمتها لتتقاسمها مع أسرها الممتدة في السودان؟! فلا يستقيم عقلاً أن من أسقطنا الضريبة عنه، هو نفسه من نلزمه بدفع الزكاة!! ، اللهم إلا إن كان القصد من ال (40%) هي أن نجبرهم للتقدم لديوان الزكاة ليقلّ عثراتهم المعيشية فنهدر كرامتهم وأدميتهم !! وبالتالي نصبح كمن أخذ باليمين ليعطي بالشمال وبإذلال وهو ما لا يقره العقل والمنطق اللهم إلا إذا كان الهدف هو أن نجبر من نحسبهم أغنياء من التعفف على مد أياديهم!!.. الأمر يحتاج من د. كرار محاولة أخرى في بذل مساعيه بإعادة النظر في إعفاء العمال وصغار الموظفين من الزكاة، وأنا أعلم أن د. كرار أصبح ينظر إليه كمشاكسٍ في وسط سلسلة الدوائر التي تتعاطى معه بشأن المغترب ولكننا مع ذلك لن نعفيه من أن يكرر حتى وإن نال شرف وإلا سيناله منا النقد وعدم الرضا هو وأخونا د. كرم الله!!. الحاشية: الرقم الوطني هو هم ٌآخر الهموم والهواجس، وإنه أمرٌ جد مهم وأصبح مصدر قلقٍ للمغتربين الذين لديهم أبناء يدرسون في جامعات خارج دول المهجر ، وحقيقة لم أحس وأشعر بمشكلة هذه الفئة إلا عندما عانيت شخصياً من تجربة مماثلة، فكثيرٌ من أبناء وبنات المغتربين ولدوا في دول المهجر وقد استخرجت لهم جنسيات وصدرت لهم جوازات سفر تحمل صورهم وهم أطفالاً صغار ونحن لنعلم أن الجواز يجدد كل سنتين أي أنه من أول إصدار للجواز تستنفذ تجديداته حالما يبلغ الطفل عشر سنوات من العمر ، ثم يصدر له جواز سفر جديد من السفارة وهو إبن عشر سنوات ثم يجدد سنوياً حتى يبغ الثامنة عشرة ويلتحق بأحد الجامعات في دولة أخرى وما تزال صورته في جواز سفره صورة صبي في العاشرة من عمره، فتبدأ معاناة هذا الطالب بدءً من خروجه من دولة المهجر إذ تغيرت ملامحه وهو إبن العاشر سنوات وبين ملامحه وهو في الثامنة عشرة فلا منقذ له في خروجه ودخوله إلا صورته في قاعدة البيانات لتقارن مع بطاقة الاقامة التي تكون المسعف له ، هذه أول خطوات المعاناة. ولكن تخيلوا كيف تكون معاناته في دولٍ أخرى وقد تشكك في شخصيته وكيف يكون حاله ليقنع دوائر الجوازات في منافذ الدخول والخروج في دولة أخرى مثل الدولة التي يدرس فيها؟! لماذا نضع أبنائنا في مواقف صعبة وهم عزلٌ في بلادٍ طيرها عجم!! الهامش: نلجأ لجوزات السفارة لتحدث صورة حامل الطالب الجواز ولا يكلف غير أن تلصقها في أي صفحة بالجواز ثم تختمها وتنتهي المعاناة ، وسأروي تجربتي كوالد حينما اصطحبت الإبن بعد عودته من البلد الذي يدرس فيه وقد اغتنم ً إجازة العيد ليقضيها معنا ، ذهبنا لجوازات السفارة بالرياض ومعنا الجواز وبطاقة الإقامة فرفضت جوازات السفارة بل وطالبتنا لحل الإشكال باستخراج جواز جديد رغم أنه لم يمض على تجديده الجواز الحالي بضعة شهور ونرضخ ونقول : لا مانع فلتستخرجوا له جواز جديد، فنفاجأ بعثرة أخرى ؛ بأن دفاتر الجواز الأخضر نفذت ولا بد له من استخراج الجواز الآلي الجديد وقيل لنا أنه حتى نتمكن من استخراج الجواز الآلي الجديد لا بد من الحصول على الرقم الوطني ونقول ما هي المطلوبات ثم تحدد لنا ونفاجأ بأن الأمر مستحيل لأن السفارة ليس لديها الأدوات والآليات لاستخراج الرقم القومي!! فهل يعني يا دكتور كرار أن على جميع المغتربين السفر للخرطوم لاستخراج الرقم القومي من سجل المغتربين العام الماضي وأنا شخصياً كتبت عن معاناتي لاستخراجه عندما كنت بالخرطوم وتركت الوطن دون أن أستخرجه! قصاصة: يا دكتور كرار ويا دكتور كرم الله هل هذه هي الطريقة المثلى لحل مشكلات المغتربين ، أرى لا بد من تدخلكم لحل معاناة المغتربين والمشكلات التي تواجه أبنائهم الذين يدرسون في دولٍ خارج دول المهجر، لماذا نزيد من الضغوطات النفسية التي يعيشها المغتربين بمعاناة جديدة?! . الواء أحمد عطا المنان رجل متفهم لقضايا المغتربين لأننا وأنتما خبرتماه حينما كان في الرياض وكانت أبوابه دائماً مفتوحة لحل مشكلات إخوته وأبنائه في دول المهجر وأعتقد أن إدارة الجوازات هي أكثر الإدارات التي تتعاون مع الجهاز في خدمة المواطنين بالداخل والمغتربين خاصة ، فهلا وجدتم من الحلول ما يضع حداً لمعاناتنا خاصة إننا في عصر الحواسيب والشبكات، فما المانع من استخراج الرقم القومي من السفارات بالخارج؟!! قصاصة القصاصة: طلب مني صديق مصري أن نترافق للحي الدبلوماسي بالرياض طالما أنا وابني ذاهبان إلى سفارتنا وهو ذاهب للسفارة المصرية، فسألته إن كان سيتأخر فقال لي مجرد دقائق فأنا أريد أن أستخرج بطاقة الرقم القومي وهي ما تعادل المرحلة الأخيرة من خطوات أولها الحصول على الرقم الوطني ، انتظرته (25) دقيقة تحديداً فإذا به وقد خرج وقد استبدل بطاقته القديمة ببطاقة الرقم القومي ومن أين .. من السفارة ولم يغادر الرياض بل أبعد سفرة لإنجازه هذه المعاملة كانت للحي الدبلوماسي، قيل في الأمثال " غِير ولا تحسد"، بأمانة لم تصبني من سفارته الغيرة فقط.. أصدقكم القول حسدته عديل كده!! .. بالله مش معاي حق؟!! مش حرام تعلمونا نحسد؟!! عوافي .. عوافي .. عوافي .. يعافيكم ويعافينا!! Abubakr Yousif Ibrahim [[email protected]]