الشباب هم الأساس والعمود الفقري للتنمية والتطور ونهضة أي بلد وهم معاول البناء، وأي وطن يبني مستقبله على شبابه وأية أسرة ترتكز وتعول كثيراً على شبابها فهم القيادة الرشيدة والعقل الذي سيدير دفة الحكم مستقبلاً في شواطئ السياسة ورسن الأعمال الحرة لتحقيق الكسب الحلال وقيادة الأمة ونصرها ومحرك عجلة الاقتصاد بالعلم والمعرفة والأمل الأخضر لمستقبل أخضر بالزراعة والإنتاج، ولما كانوا كذلك كان لا بد من غزو فكري للعقول لتدميرها وإماتتها ولا بد من آلية تشل حركة الشباب وتهدر طاقته المالية وتضر بالعقول الواعية وتهتك بالصحة البدنية لهتك المجتمع ولإضعاف الإنتاج المخدرات، الآثار، المكافحة هي عنوان لمحاضرة نظمتها وحدة الشؤون الثقافية والاجتماعية بجامعة سنار بكلية التربية وكان الحديث فيها عن الجوانب الصحية والشرعية والنفسية والقانونية مستهدفين طلاب الجامعة باعتبار أن الطلاب هم رسل العلم والمعرفة ولهم دور كبير في إصلاح أو إضرار المجتمع، عميد كلية العلوم الإسلامية والعربية ومدير جامعة سنار بالإنابة دكتور عمر التجاني تحدث عن موقف الإسلام من المخدرات والعلاج الحاسم لهذه السموم فهي من أبرز مشكلات الشباب في هذا العصر وقال إن المخدرات تضعف همة الشباب وتبدد جهدهم وتضعف اهتمامهم بالوقت وتجعل الشاب ثقافيًا وفكرياً ضحلاً وسطحياً ويكون الشاب بسببها متطرفاً وسريع التأثر والانفعال كما أنها تفقد القدوة الصالحة وتؤجج الغريزة الجنسية وتسبب الجنوح العاطفي وتحدث الفجوة بين الآباء والأبناء، وأوضح أن المخدرات سواء كانت صلبة أو سائلة أو مساحيق تحدث في الجسم ثقلاً وخمولاً وكسلاً وتجعل متعاطيها يهرب من عالم الواقع إلى عالم الخيال وتضر الفرد والمجتمع صحياً واجتماعياً ونفسياً وتفقد المدمن قدرة الإحساس بمن حوله و تؤدي إلى انحلال الجسم مما قد يؤدي بالمدمن إلى الجنون مشيراً إلى أنها تحدث ذات الأثر الذي تحدثه المسكرات وأجمع الفقهاء على حرمتها وقيست على الخمرة في الحد والنجاسة لأضرارها الجسيمة التي تلحقها بالأمة.. وكشف عمر التجاني عن بعض الأسباب التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات من بينها الفراغ الذي يعيشه بعض الناس وظن البعض أن المخدرات تخلص من هموم الحياة بجانب ضعف الإيمان والبُعد عن الدين وتفشي الأمية وانتشار الجهالة العمياء فضلاً عن سهولة الحصول على المخدرات وسهولة تهريب وتداول هذه السموم الممنوعة شرعاً بسبب ضعف الرقابة عليها وعدم احترام الشباب لأنفسهم وأسرهم ووطنهم مما يجعلهم يتساقطون وراء التقليد الأعمى وتهاون السلطات المختصة في عدم إحكام الرقابة على التجار والمروجين والمتعاطين. وتطرق التجاني إلى أنواع المخدرات مؤكداً أن كلها سم زعاف يهدد الأفراد والمجتمعات ويقضي على العفة والمجتمع وتسبب الدياثة ويصير متعاطيها بلا أخلاق ولا مروءة وغير غيور على محارمه وربما كان كالمخنث وطبائعه طبائع نساء حمانا الله والقارئين. وكشفت المحاضرة عن دراسة بينت أن «70%» من مدمني الخمر هم ممن انفصل والديهم عنهم كما أشارت المحاضرة إلى أن ما فتح الباب واسعاً لدخول المخدرات للسودان هو عدم الدراية الكاملة بالمخدر ومن هنا تكون الدعوة لرجال الشرطة وكل المختصين إلى الإلمام الكامل بالمخدرات وأنواعها الطبيعية والاصطناعية فيما تحدثت في المحاضرة دكتورة هنيدة هاشم المحاضرة بجامعة سنار عن الوضع الصحي للمخدرات وكيفية دخول المروجين إلى عالم المرأة من خلال الميك أب واللبان والعصاير، ومن الملاحظ أن غالبية الحضور من الطلاب كان من المرأة مما يلقي على عاتق الحاضرات رسالة كبيرة في المجتمع للتثقيف في هذا المجال والتحذير منه... وأشار وكيل نيابة سنجة المستشار القانوني مولانا البدري محمود في حديثه الشرعي عن المخدرات إلى أن القانون يتعامل مع متعاطي المخدرات باعتباره مجرمًا لأنها تقوده إلى جريمة أخرى مضيفاً أن عقوبات رادعة وضعت لمتعاطيها ومروجيها وقال إن المخدرات سميت بجريمة عبر الحدود لأنها تخترق الحدود. وطبقاً لتقديرات المؤسسات الصحية العالمية يوجد حوالى «800» مليون من البشر يتعاطون المخدرات أو يدمنونها. وكثيرٌ من المتعاطين يعتقدون أن المخدرات تزيل الشعور بالقلق والاكتئاب والملل وتزيد في القدرة الجنسية الأمر الذي يجعلهم يندفعون نحوها مما تسلب القيمة الإنسانية الرفيعة من متعاطيها وتتفكك الأسر وتضيع مواردها وتهدد بالفقر والإفلاس وينهار المجتمع.