الخمر ما خامر العقل كلمة قالها عمر بن الخطاب من فوق منبر النبى (ص) يحدد بها مفهوم الخمر حتى لا تكثر أسئلة السائلين ولا شبهات المشتبهين, فكل ما لابس العقل وأخرجه عن طبيعته المميزة المدركة الحاكمة فهو خمر حرام ، حرمه الله ورسوله الى يوم القيامة . ومن ذلك تلك المواد التى تعرف باسم ( المخدرات ) مثل الحشيش والكوكايين والافيون ونحوها. أنها تؤثر فى حكم العقل على الاشياء والأحداث, فيرى البعيد قريباً والقريب بعيداً ويذهل عن الواقع ويتخيل ما ليس بواقع ويسبح فى بحر من الأحلام والأوهام وهذا ما يسعى اليه متناولوها حتى ينسوا أنفسهم ودينهم ودنياهم ويهيموا فى أودية الخيال . وهذا غير ما تحدثه من فتور فى الجسد وخدر فى الأعصاب وهبوط فى الصحة وفوق ذلك ما تحدثه من خور النفس وتميع الخلق وتحلل الارادة وضعف الشعور بالواجب مما يجعل هؤلاء المدخنين لتلك السموم أعضاء غير صالحة فى جسم المجتمع فضلاً عما وراء ذلك كله من إتلاف للمال وخراب للبيوت بما ينفق على تلك المواد من أموال طائلة ربما دفعها المدمن من قوت أولاده وربما أنحرف الى طريق غير شريف يجلب منه ثمنها . وإذا ذكرنا ان التحريم يتبع الخبث من الضرر تبين لنا حرمة هذه الخبائث التى ثبت ضررها الصحى والنفسي والخلقى والإجتماعى والإقتصادى, مما لا شك فيه وعلى هذه الحرمة أجمع فقهاء الإسلام الذين ظهرت فى ازمنهم هذه الخبائث وفى طليعنهم شيخ الاسلام بن تيمية الذى قال: هذه الحشيشة الصلبة حرام سواء سكر منها ام لم يسكر وانما يتناولها الفجار لما فيها من النشوة الطرب فهى تجامع الشراب المسكر فى ذلك والخمر توجب الحركة والخصومة وهذه توجب الفتور والذلة وفيها مع ذلك فساد المزاج والعقل وفتح باب الشهوة وما توجبه من الدياثة ( فقدان الغيرة ) ما هو شر من الشراب المسكر وإنما حدثت فى الناس بحدوث التتار وعلى تناول القليل والكثير منها الحد الشرب – ثمانون سوطاً أو اربعون . كل ما يعز فأكله أو شربه حرام وهنا قاعدة عامة مقرر فى شريعة الإسلام وهى أنه لا يحل للمسلم ان يتناول من الأطعمة أو الأشربة شيئاً يقتله بسرعة أو ببطء كالسم بأنواعه أو يضره ويؤذيه ولا ان يكثر من طعام أو شرب يمرض الإكثار منه فإن المسلم ليس ملك نفسه وإنما هو ملك دينه وأمته وحياته وصحته وماله ونعم الله كلها عليه وديعة عنده ولا يحل له التفريط فيها قال تعالى : ( ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيماً) . وقد بدأت تنتشر ظاهرة تناول المخدرات بمختلف أنواعها في مجتمعاتنا العربية ولا سيما السودان ,وكذلك عند الطلاب فهذه من الخطورة بمكان لان الطلاب هم امل ونبض الأمة وكل الحاضر والمستقبل فيجب على الطلاب النأي عن هذا الداء ولعل من أهم أسباب انحراف الطلاب لتعاطي المخدرات هو الفراغ وعدم القراءة والبعد عن الدين بالإضافة لتأثير القنوات الفضائية ,ويجب علي الاسره مراقبة فلذات اكبادها,وعلي الدولة محاربتها.