*حين كتبت أمس قبل مباراة أهلي شندي والقطن الكاميروني مهنئاً الهلال والمريخ والأهلي، وذلك بسبب الكتابة للحاق بالنسخة السعودية للانتباهة التي صارت أحلى صباح للاخوة المغتربين.. نعم تقدمت بالتهنئة لأهلي شندي قبل بداية المباراة، وذلك لثقتي التي لا تحدها حدود في أبناء دار جعل.. ودائماً يطلبون من الصحفي عدم التسرع،والدنيا مليئة بالمفاجآت. ولكن مع أهلي شندي كان لا بد من التسرع، ولم أتخيل كيف كان سيكون حالي لو نجح قطن الكاميرون في احراز هدف في الدقائق الأخيرة للمباراة. * قلنا كثيراً أن أهلي شندي ليس ظاهرة كما كتب البعض. فالظاهرة تلك التي تحقق المفاجآت ولا تتكرر، ولكن ما فعله أهلي شندي هو نتاج طبيعي لكل ما هو معروف ومعلوم عن التفوق الرياضي.. الذي لا يكون إلا إذا توفرت موارده ومتطلباته. وأهلي شندي وفر كافة مقومات النجاح وهيأ الفريق والأرضية للتفوق، وتم ذلك بسرعة وخلال موسم واحد أو موسمين، وكان ذلك يتحقق من خلال عدة مواسم،ولكن هنا يتدخل إنسان دار جعل الذي طوع المستحيل وجعل التاريخ يقف إجلالاً وإحتراماً لمن وضع كرامة السودان في مكانها العالي. * في عالم كرة القدم لا يكون التفوق والحضور الفاعل إلا بتوفير مكوناته، وهنالك الكثير بل المئات من الفرق والأندية ذات التاريخ طواها النسيان لأنها لم تعمل وفق متطلبات التفوق، ولن نذكر الأسماء على المستوى المحلي والعربي والعالمي.. وهنالك العديد من الأسماء والفرق والأندية التاريخية مرشحة للنسيان والظل إن لم تتدارك الخطر. * أهلي شندي عمل من أجل الصعود للأضواء ونال الشرف، وعمل من أجل إعتلاء قمة الممتاز ونال الشرف، وان كان في المركز الثالث أو الرابع فإن المركز الأول هو الهدف وعمل من أجل حسن تمثيل الكرة السودانية افريقياً ونال الشرف.. والساقية مدورة والقافلة ماشية وربنا يبعد العوارض وأولاد الحرام وعين الحسود. نقطة.. نقطة *كانت أول عبارة قلتها لقريبي الأرباب صلاح ادريس للتهنئة بنجاح أهلي شندي (رفعتوا راسنا الله يرفع راسكم) وكل جعلي بل كل سوداني يعلم أن المك نمر رفع رأس السودانيين حين أحرق الباشا وغروره، وكان ذلك شعار السودانيين في القرن التاسع عشر، وسيكون شعارنا مع أهلي شندي في القرن الواحد والعشرين. * وجود ثلاثة فرق سودانية في مجموعة واحدة فيه خير كثير لجمهورنا الرياضي.. وراحة للبعثات التي تعبت من المطارات الافريقية.. ويجب استثمار هذا الأمر بتأهل أفضل فريقين من الثلاثة لنصف النهائي، ومن ثم قد يكون النهائي الافريقي سودانياً كاملاً. * رغم الفرحة وروح الأمل والتطلع للأمام في الكرة الافريقية، إلا أنني لست مع القرار الفردي الذي اتخذه رئيس الاتحاد العام بإعفاء فرق الأندية من عقوبات سوء السلوك، بتحويل بعض المباريات لخارج الأرض.. لقد تفشت ظاهرة اعتداء الفئات المعزولة من الجماهير، ويجب العمل بكل الوسائل لمحاصرة الظاهرة كما تفعل الدول المتقدمة.. وقد تكون المجاملة واردة ولكن ليس في كل الأحوال.